"حتى اللحظة التى نقف فيها جنب إلى جنب مع الموت لا يوجد رجل واثق كل الثقة بمدى شجاعته".. كانت تلك أشهر عبارات الكاتب المسرحى الفرنسى چان أنويه، والذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، فقد ولد أنويه فى إحدى قرى فرنسا لأسرة متواضعة، حيث تربى على المثابرة وحب العمل وورث الفخر بمهنة الخياطة من والده الذى كان يعمل خياطا، أما والدته فقد يبدو أنه ورث منها الحث الفنى حيث كانت بارعة فى العزف على آلة الكمان، وأستغلت موهبتها فى زيادة دخل الأسرة فعملت كعازفة كمان فى إحدى الكازينوهات.
ظهر اهتمام أنويه بالمسرح عندما كان طفلا فى المرحلة الإعدادية وتأثر بالكاتب المسرحى هنرى باتاى وأخذ يقرأ له العديد من كتاباته، ولكن يعتبر الحدث الذى شكل وجدانه وتأكد من خلاله عشق المسرح عندما شاهد إحدى مسرحيات الكاتب الفرنسى چان چيرودو وسحرته لغتها الشعرية ومن هنا قرر أن يكتب، وبدأ بالفعل فى كتابة أولى مسرحياته ولكنها باءت بالفشل ولم ييأس وأخذ يقرأ ويكتب، وفى تلك الأحيان عمل كمساعد لإحدى الممثلين ولكنه سرعان ما ترك العمل بسبب غلظة قلبه.
من أشهر مسرحياته والتى تعرض إلى الأم هى مسرحية "أنتيجون" والتى أرتكزت على انتقاد التعاون مع العدو النازى حيث كانت فرنسا حينذاك تحت الاحتلال النازى، كما كتب أنويه مايقرب من 30 مسرحية حتى أصبح من أشهر كتاب المسرح فى مسرح، وأستطاع أن يقسم مسرحياته إلى مسرحيات سوداء والتى تضم التراچيدية والواقعية، ووردية والتى تصم المسرحيات الفانتازيه، وبراقة والتى تضم التراجيدية والفانتازيا معا، وكذلك مسرحيات لاذعة وهى الكوميديا السوداء، والتاريخية والتى يكون أبطالها من التاريخ.