من الفنانين المنسيون في الفن الممثل شالوم الذي قد سلسلة أفلام باسمه منها " شالوم الترجمان " و" شالوم الرياضي " و" شالوم بائع الفول " ولكن لم تستمر نجوميته والسبب علي الكسار ، فما قصة هذا الفنان اليهودي الأصل المولود عام 1900 هذا ما ستكشفه السطور التالية من خلال سلسلة " المنسيون في الفن وهو كما ذكرنا نجوم وكوكبة من الفنانين الذين أمتعونا بأدوارهم حتى ولو كانت صغيرة، فهم كما أطلق عليهم الفنان رشدى أباظة "طبق السلطة الشهى على مائدة الفن"، والكثير منا لا يعرف أسماءهم الحقيقية وقصص حياتهم وكيفية دخولهم عالم الفن وهم بالمناسبة لهم أدوار مؤثرة فى السينما أو يقدمون أدوارا مساعدة، وبعضهم تطور من تقديم أدوار صغيرة لتقديم أدوار أساسية فى الأفلام مع أبطالها، وحقهم علينا أن نعرف الجمهور والأجيال الحالية بهم ليعرف أسماءهم مثلما يحفظ وجوههم وهم بالمناسبة يتعدى عددهم الـ1000 فنان وفنانة وأغلبهم لم ينالوا حظهم من النجومية والشهرة كغيرهم من نجوم الصف الأول والثاني، إلا أنهم بأدائهم الصادق وتفانيهم فى العمل نالوا محبة الجمهور، وتركوا بصمة خاصة فى تاريخ السينما المصرية.
شالوم ممثل كوميدي مصري ولد عام 1900، وصنع مجموعة من الأفلام البارزة في حقبة الثلاثينيات مع المخرج الشهير توجو مزارحي، منها: شالوم الرياضي، شالوم الترجمان، العز بهدلة كما كون في نفس الفترة ثنائيًا فنيًا مع الفنان أحمد الحداد عرف بإسم (شالوم وعبده)، ولكن لم تستمر نجومية شالوم كثيرًا خاصة بعد ظهور الفنان علي الكسار على الساحة الذي أصبح هو نجم السينما الأوحد آنذاك وخفت نجومية شالوم وابتعد عنه المنتجون والمخرجون حتي المخرج الذي اكتشفه وكان صديقه توجو مزراحي تخلي عنه وأخرج لعلي الكسار الذي ذاع صيته من خلال المسرح ودخل السينما نجما بعدد من الأفلام التي حققت نجاحا كبيرا واصبح هو نجم الشباك وقد توفي شالوم في عام 1948 عن عمر يناهز 48 عامًا.
شالوم اسمه الحقيقي "ليو آنجل" وعمل في عدد من المهن البسيطة، حتى انضم لفرقة فوزي الجزايرلي المسرحية، وبعدها تعرف على المخرج الشهير توجو مزراحي، الذي قدمه لأول مرة في بطولة فيلم "الكوكايين"، عام 1930، وهو فيلم صامت، استطاع شالوم من خلاله أن يثبت أنه من الممثلين الجيدين وفي عام 1932؛ قام شالوم بطولة فيلم "5001"، وهو فيلم كوميدي من أوائل الأفلام الصامتة، التي جعلت من شالوم واحدا من أهم النجوم وقتها.
وكانت الانطلاقة الحقيقية لشالوم، حينما قدم عام 1935 بطولة فيلم "شالوم الترجمان"، الذي أراد به المخرج توجو مزراحي، أن يكشف الجانب الفكاهي من خلال حياة شاب يهودي، وإثبات أن اليهودي شخص عادي، لا تلتصق به صفة البخل، أو يتحدث بطريقة غريبة، وبهذا يعتبر شالوم هو أول فنان مصري تنتج أفلام خاصة تحمل اسمه، وقد سبق بذلك الفنانة ليلى مراد، والفنان إسماعيل ياسين وفي عام 1937، قام شالوم بطولة فيلم "شالوم الرياضي"، وبعدها قدم شخصية شاب يهودي يدعى "شالوم" ضمن أحداث فيلم "العز بهدلة".
في ذلك الوقت، كانت هناك "منظمات وجماعات سرية يهودية" لتهجير اليهود لما أسموه بأرض الميعاد "فلسطين"، خاصة بعدما حصلوا عام 1917 بوعد بإنشاء وطن قومي لليهود على أرضهم، طبقا لما جاء في وعد بلفور الشهير ومن ذلك ابتعد شالوم عن السينما والبعض أرجع ابتعاده نظرًا لاهتمام المخرج توجو مزراحي بنجم جديد وهو الفنان الكوميدي علي الكسار، مما "سحب البساط" من تحت أقدام شالوم ولكن البعض الآخر يرجع الأمر إلى "الحساسية" من كل ما هو يهودي في ذلك الوقت، وبالفعل نجد أن شالوم هو الفنان اليهودي الوحيد الذي ظهر طيلة الوقت بشخصية اليهودي، عكس الممثلين اليهود الذين انغمسوا في تقديم أدوار متعددة، ولم يحصروا نفسهم في نمط أو ديانة محددة.
وبالمناسبة رفض شالوم الهجرة لإسرائيل إلا إنه عانى من عزوف المنتجين، ومن رفض المجتمع له، فقرر الهجرة للعاصمة الإيطالية روما، على الرغم من أنه عرف عنه حبه الشديد لمصر.