تخصص منظمة الأمم المتحدة الاحتفال بيوم 26 يونيو يوما دوليا لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها وزيادة الوعى بالمشكلة الرئيسية التى تمثلها المخدرات غير المشروعة فى المجتمع ومثلما يحارب العالم والمجتمعات المخدرات حاربت السينما المصرية فى الكثير من أفلامها تلك المشكلة وقدمت الكثير من الأفلام على مدار سنوات طويلة، ونجحت السينما المصرية فى إلقاء الضوء على ظاهرة المخدرات، سواء عالم التجارة أو أزمة الإدمان، وتاريخ المخدرات مع شاشة السينما، بعيد للغاية، ربما يرجع إلى عام 1931،حيث قدم المخرج الراحل (توجو مزراحي) فيلم الكوكايين(الهاوية) بالتعاون مع النجم شالوم، الذى رصد من خلاله، تاثير الكوكايين وادمانه على اتزان الفرد وصحته وسلامة جسده وقواه العقليه، وكيف ان الشرير داخل أحداث الفيلم استخدم منه اداة لتحطيم البطل وتدميره.
وفى عام 1956 شهد عرض فيلمين تطرقا إلى عالم المخدرات هما (رصيف نمرة خمسة) للمخرج العبقرى وبطولة فريد شوقى وزكى رستم ومحمود المليجى (نيازى مصطفي) والفيلم الثانى هو (سمارة) للمخرج حسن الصيفى وبطولة تحية كاريوكا ومحمود إسماعيل ومحسن سرحان، ثم توالت عدة أفلام عن تلك الظاهرة منها فيلم (الأخ الكبير) من بطولة فريد شوقى وأحمد رمزى وفى عام 1957، قدم مخرج الكوميديا فطين عبدالوهاب، القضية بشكل ساخر، من خلال الفيلم الكوميدى (ابن حميدو)، حيث تطرق الفيلم إلى قضية التهريب واقتحم عالم تجار المخدرات بصورة كوميدية، ولكن بدأت السينما فى تناول عالم المخدرات والإدمان بشكل مكثف، فى فترة الثمانينات، فى مجموعة كبيرة من الأفلام.
وبين من قدموا دور المدمن الراحل أحمد زكى فى عدد من الأفلام، أبرزها فيلم «المدمن» للمخرج يوسف فرنسيس، الذى أجاد التعبير عن الدوامة النفسية التى يسقط فيها المدمن، كما قدم عادل إمام دور ضابط الشرطة الذى أصبح مدمناً فى فيلم «النمر والأنثى» وفى عام 1980، قدم المخرج حسام الدين المصطفي،عالم المخدرات، بصورة مبتكرة وواقعية من خلال فيلم (الباطنية)، بالتعاون مع النجمة الأولى وقتها (نادية الجندى) والفيلم شهد نجاحا جماهيريا قيل ان بسببه قرر وزير الداخلية وقتها (النبوى إسماعيل) إبادة حى الباطنية واستمرت المعالجات فى السينما الشبابية، فقدم أحمد عز دور المدمن فى «بدل فاقد»، وآسر ياسين وأحمد الفيشاوى فى فيلمى «زى النهارده» و«خارج الخدمة».
كما قدم نور الشريف قضية المخدرات فى فيلم "العار" مع المخرج على عبدالخالق عام 1982 وهو احد اهم الافلام التى تطرقت إلى عالم تجار المخدرات حيث ان الكاتب الراحل محمود ابو زيد استخدم مصطلحات تجار المخدرات فى مجالسهم ،كما استخدم اسماء غريبة لشخصيات الاحداث، مثل بصبوص العتره، الدفاس،ابو دهشوم.
فى عام 1985 قدم العملاقان محمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى الفيلم الخالد (الكيف) فى مباراة تمثيلية دخل فى اطارها النجم جميل راتب فى دور من افضل ما تم تجسيده على الشاشة لشخصية تاجر المخدرات والفيلم قدم من خلاله الكاتب والمخرج العالم الكامل لتجار المخدرات بصورة غير مسبوقة باركان بالغة الدقة والاحكام ،وفى محاولة أخرى لتوصيف المشهد الخاص بعالم المخدرات والادمان، تم صناعة فيلم "مملكة الهلوسة"، الذى تدور أحداثه حول المعلم قدورة (حسن عابدين) تاجر المخدرات الكبير بالإسكندرية الذى يحاول الضابط كامل (محمود عبد العزيز) المكلف بمتابعة قضيته ضبطه متلبسًا بجريمته، والفيلم بطولة الفنان محمود عبد العزيز، حسن عابدين، حسين فهمي، وسعيد صالح.
والزعيم عادل إمام كان له دور بارز فى تقديم عدد من الأفلام التى تطرقت إلى عالم المخدرات مثل (النمر والانثى 1987 وحتى لا يطير الدخان 1984)، كما قدم أحمد زكى القضية مرة أخرى فى (الامبراطور عام 1990)،بالتعاون مع طارق العريان الذى تطرق من خلاله إلى البحث وراء اسباب انتشار المخدرات داخل اروقة المجتمع المصرى ومناقشة دور الكيان الصهيونى فى ذلك من خلال حرب تدمير الشباب بعد فشل التدمير عسكريا، لكن الفيلم الاكثر تعرضا للجوانب النفسية لتجار المخدرات من منظور خاص هو فيلم (ارض الخوف 2000)، الذى شهد التعاون الاول والاخير بين عملاقى التمثيل والإخراج احمد ذكي، وداوود عبدالسيد.
السينما المصرية شهدت طوال سنوات إقبال الجمهور على الكوميديا مشاهد للمساطيل والمخدرات مثل أفلام: صعيدى فى الجامعة الامريكية 1998 وعبود على الحدود 1999 (الذى ربما تطرق لموضوع بشكل هادف ) والناظر 2000 وغيرها من الأفلام وجاء فيلم الجزيرة 1 (2007) ليحمل الحبكة الأكثر قوة والتعرض لتجار المخدرات بشكل أكثر عمقا وقراءة للصراعات النفسية إلى جانب صراعاتهم ضد رجال الشرطة.
وهناك ملحوظة مهمة جدا وهى أنه كان للممثلات نصيب فى أداء الشخصية نفسها، فقدمتها نادية الجندى فى فيلم «الضائعة»، ونبيلة عبيد فى «الوحل» للمخرج على عبدالخالق، وتتسع القائمة لتشمل معالى زايد فى «السكاكينى»، ورغدة فى «الإمبراطور»، إضافة إلى مديحة كامل فى "المزاج".