احترفت الفنانة نجاة الصغيرة الغناء وهى فى سن صغير وكانت تقوم بإحياء الأفراح والحفلات، حيث دأبت فى طفولتها على تقليد كوكب الشرق أم كلثوم وغناء أغانيها، قبل أن يصبح لها لون وأغانى خاصة بها.
وتعرضت الطفلة نجاة للعديد من المواقف أثناء إحياء هذه الأفراح، وكتبت عن بعضها فى مقالات للمجلات بعدما كبرت وأصبحت مطربة مشهورة.
ومن هذه المواقف ما كتبته نجاة الصغيرة فى مقال نشر بعدد نادر من مجلة الكواكب صدر بتاريخ ا يوليو عام 1958 تحت عنوان: "غنيت تحت ظلال السيوف".
وأوضحت نجاة خلال هذا المال ما حدث لها عندما كانت فى سن 13 وذهبت لإحياء أحد الأفراح وتصادف أن العريس كان من الفتوات المشهورين بالبلطجة والخناقات.
وأشارت نجاة إلى أنها ذهبت مع والدها وكان صوان الحفل قد امتلأ بأصدقاء العريس الذين جلسوا يتباهون ويحكون بطولات فتوتهم وعدد الجرحى والقتلى من ضحاياه.
وقالت نجاة: "كنت اشتهرت بتقليد أم كلثوم، وكان أحد الضباط أقام حصارا حول السرادق ومعه بعض الجنود خشية أن تقوم معركة بين العريس ومنافسيه الفتوات، ولكن طلب منه العريس أن يسحب جنوده بعيدا عن الصوان حتى لا يظن الفتوات المنافسين أنه خائف واستعان بالبوليس لحمايته، فوافق الضابط وابتعد بجنوده".
وأكدت نجاة أنها بدأت بالغناء ووقفت وسط التخت تغنى "هلت ليالى القمر" وهى الأغنية التى طلبها العريس، وأثناء الغناء حدث هرج ومرج بعد أن دخل أحد الفتوات السرادق ومعه عصا غليظة وعدد من رجاله وجلس فى الصف الأول، فشعرت نجاة بالخوف، خاصة بعد أن رفع الفتوة عصاه وصاح: "عاوزين نسمع يامنصورين يااحنا"، فرد عليه أحد أنصار العريس غاضباً: "لا مش هنسمع غير أم كلثوم".
وتابعت نجاة: "ماكان من الفتوة إلا أن رفع عصاه وقال هنخليها ضلمة، وبالفعل رفع الكرسى وكسر الكلوب وهكذا فعل رفاقه، وسادت الضلمة ورفعت السكاكين والمطاوى والسيوف وسالت الدماء وأخذت المقاعد تتطاير، وأسرع أبى لينقذنى من تحت تهديد السيوف".
وأضافت: "بعد فترة جاء البوليس وتدخل لفض المعركة التى نتج عنها عشرات الجرحى، ووقف العريس وسط المعركة عارى الصدر تغطيه الدماء، ورغم ذلك أصر على أن يزف على عروسه وهو بهذا الحال وأن تعزف فرقة المزامير البلدى ويتغنى المطرب الشعبى ببطولات العريس وأمجاده".