كانت العلاقات الطيبة تجمع أهل الفن من نجوم الزمن الجميل وخاصة فى اللحظات الصعبة التى يمر بها أحدهم.
ومن هذه المواقف ما حكاه جان السينما رشدى أباظة فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى أول يوليو من عام 1958 فى مقال تحت عنوان "الدنيا بخير".
وسرد رشدى أباظة فى هذا المقال عددا من مواقف الجدعنة والمساندة التى رآها من زملائه خلال مروره بأزمات وظروف صعبة.
وشرح أباظة فى مقاله ما فعله أشرار السينما وقتها محمود المليجى وفريد شوقى معه أثناء ولادة ابنته الوحيدة قسمت.
وقال الفنان الكبير: "كنت أمثل دورى فى فيلم تجار الموت، وفى يوم من أيام التصوير وكنا نصور فى استديو النحاس ذهبت وأنا تدور برأسى لكثير من الأفكار وأعانى من القلق لأننى تركت زوجتى فى المستشفى تعانى من ألام الولادة انتظارا لمولودى الأول".
وتابع جان السينما: "ما إن رأنى المخرج كمال الشيخ والزميلين فريد شوقى ومحمود المليجى حتى شعروا بحالة القلق التى تنتابنى، وعرفوا سبب قلقى وحاولوا إزالة هذا القلق بالهزار والمداعبة والتهنئة بالمولود، وبين كل فترة وأخرى كان أحدهم يجرى اتصالاً بالمستشفى ليعرف آخر الأخبار".
وأضاف: "استمر العمل حتى وقت متأخر من الليل، وأخيرا اتصل فريد شوقى بالمستشفى وجاء يرقص فرحاً ويهلل قائلاً: "مبروك يارشدى جالك بنت"، فضج الاستديو بفرح الزملاء الذين التفوا لتهنئتى وشعرت وقتها بأن فريد والمليجى إخواتى بحق يعيشون معى فرحى وقلقى".
وأخذ رشدى أباظة يحكى مواقف الجدعنة من أصدقائه وخاصة وحش الشاشة فريد شوقى قائلا: "مرة أخرى كنا معم فى فيلم سلطان وكنت تركت ابنتى قسمت مريضة وأشعر بالقلق عليها لأن حرارتها ارتفعت عن 40 درجة، ورآنى فريد شوقى".
وتابع: "بمجرد أن عرف فريد شوقى سبب قلقى جذب يدى بسرعة وأجرى مكالمة مع زوجته هدى سلطان ليسألها بحكم أنها أم ولها تجارب مع مرض الأطفال وأعطانى السماعة وظلت هدى سلطان تسألنى وتطمئننى بخبرتها وتؤكد أن هذه الحالة يمر بها كل الأطفال فى مرحلة التسنين، وشعرت أيضا فى هذا الموقف وبهذا الاهتمام والحب أنهم اخوتى وليسوا مجرد زملاء".