اختار لنفسه نهجا مختلفا عما يقدمه أبناء جيله ، فأصبح نجم الكوميديا الموسيقية بلا منازع ، هو المخرج الراحل حسن عبد السلام الذى لقب بشيخ المخرجين والذى يعد اليوم ذكرى وفاته ، منذ صغره عشق الفن وعندما ألتحق بالمدرسة الثانوية شارك بفرقة التمثيل وكان حلم حياته الإلتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية ، فعب إنتهاءه من الدراسة الثانوية على الفور قام بالتقديم بالمعهد قسم التممثيل ، ولكن والده كان يرفض ذلك مثله مثل الكثير من أبناء جيله حينها يرى أن العمل كمشخصاتى فيه تقليل وإنحدار فى الأخلاق .
لم يكترث حسن لكلام والده ، ولكن قام والده بمساعدة إحدى أقاربه ذا المنصب العالى بسحب إستمارة حسن عبد السلام من المعهد قبل الإختبارات النهائية ليذهب حسن يوم إختباره ويتفاجأ بعدم وجود إستمارته الأمر الذى جعله يبكى كالأطفال فقد شعر أن حلمه أصبح سراب ، ليقطع بكاءه صوت أحد الموجودين فى المعهد ليبلغه أن أحد زملائه يريده أن يساعده فى مشهده ، فذهب على الفور وبعد الإنتهاء من المشهد سأله الراحل زكى طليمات الذى كان أحد أعضاء اللجنة عن إسمه وهل هو أحد المتقدمين للمعهد فروى له ماحدث وهو يبكى فطلب منه أن يقدم بالمشهد الذى قام بتحضيره وملىء إستمارة جديدة وبالفعل تم قبوله بالمعهد العالى للفنون المسرحية .
قدم أعمالا كممثل ولكنه يقول فى إحدى اللقاءات عند عرض أول فيلم له من إخراج الراحل محمود ذو الفقار لم يستطع إستكماله ، فهو رأى من خلال الفيلم أنه لا يصلح أن يكون ممثلا سينمائيا فأتجه إلى الإخراج المسرحى الذى قال عنه " عشقت المسرح وهذا العشق لم أزوجه لعشق أخر " ، بدأ يبتكر الكثير والكثير فى المسرح فهو أول من قدم الكوميدية الموسيقية فى مصر فى مسرحية " سيدتى الجميلة " ، ووكذلك أول من قدم المسرح الأسيوى فى مسرحية " راشومون " وأول من قدم املحمة الشعبية فى مهرجان دولى بمسرحية " أيوب المصرى " وأول من قدم الكوميديا السوداء الموسيقية فى مسرحية " طبيخ الملائكة "
حسن عبد السلام لم يكن يوما مخرجا عاديا ، فقد وهب حياته للمسرح ، عاصر الكثيرمن العظماء وواكب تتطور الأجيال كان محطة مهمة فى حياة كل من يعمل معه ، قدم أكثرمن 200 مسرحية خلال مشواره الفنى وبوفاته قد ترك خلفه أرثا كبيرا من الفن المسرحى تربى عليه الأجيال ، وكان هو من الأسباب الرئيسية فى نجاح أى مسرحية يقدمها ، ومن أهم أعماله " المتزوجون " ، أخويا هايص وأنا لايص " سيدتى الجميلة " جوليو وروميت " ، هالة حبيبتى " ، الناس مقامات " .