"أنت هيكون ليك مستقبل كبير وهتكون خليفتى فى الفن" هكذا تنبأ جورج أبيض لعبد المنعم مدبولى بعد خوضه أول تجربة مسرحية معه، وقد صدقت النبوءة، فعبد المنعم مدبولى الذى يحل اليوم ذكرى وفاته كان لديه كاريزما خاصة جعلت الصغير والكبير يحبه، وكان واحدا من قامات المسرح المصرى والكوميديا فى الوطن العربى، حيث أصبح واحدا من نجوم الكوميديا فى مصر، رحل عن عالمنا ولكنه ترك إرثا عظيما ومشوارا فنيا حافلا بالأعمال الذى قدمها لمدة خمسين عاما.
ولد فى حياة صعبة لم يكن بها أى ملمح من ملامح السعادة، ولكن ظهرت موهبته مبكرا عندما كان طفلا فى المرحلة الإبتدائية، حيث تم ترشيحه ليقود الفرق المسرحية بالمدرسة، ولكن يبدو أنها لم تكن الموهبة الوحيدة لديه فعبد المنعم مدبولى لديه العديد من المواهب الأخرى وأختار من ضمن مواهبه النحت ليدرسه، وبالفعل التحق بكلية الفنون الجميلة قسم النحت، ورغم بزوغ نجمه فى الفن إلا أنه كان على يقين أن الفن لا يأكل عيش، وأنه ليس به أمان فبعد إنتهاء دراسته تقدم بطلب لوزير المعارف للالتحاق بوظيفة بكلية الفنون الجميلة وقد وافق الوزير على الفور وأخذ يمارس الفن والوظيفة معا.
وصفه الكاتب أنيس منصور أنه صاحب مدرسة "المدبوليزم" فكان له أسلوب فريد فى الكوميديا وهو الضحك الراقى، أسس فرقا مسرحية على مدار مشواره الفنى حيث شارك فى تأسيس فرقة الفنانين المتحدين وقدم من خلالها عروض "البيجاما الحمرا، الزوج العاشر، العيال الطيبين"، وأسس كذلك فرقة مدبوليزم وقدم فيها عروض ناجحة منها "راجل مفيش منه، يامالك قلبى، مولود فى الوقت الضائع، مع خالص تحياتى، حمار ماشالش حاجة"، وانضم لفرقة التلفزيون المسرحية والتى كان يرأسها السيد بدير، كما تولى فرقة المسرح الكوميدى وقدم فيها عروض "جلفدان هانم، أنا وهو وهى، دسوقى أفندى، مطرب العواطف".
عرف بعشقه للأطفال، حيث يحكى أن نقطة ضعفه تتمثل فى رؤيته لطفل يبكى، ونعتقد أن هذا سر تقديمه العديد من الأغانى للأطفال التى تربى عليها الكثير من الأجيال ومازالت تعيش إلى الآن واستطاعت أن تحفر فى وجدان كل طفل، كما أنه ساهم فى اكتشاف العديد من الفنانين الكوميدين مثل الفنان عادل إمام، والفنان الراحل سعيد صالح، والفنان الراحل يونس شلبى، وبالرغم أنه دخل عالم السينما متأخرا، إلا أنه استطاع أن يترك بصمته فيه حيث قدم أفلام ناجحة مثل فيلم الحفيد والذى حصل فيه على أفضل ممثل فى السينما، وكذلك فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس، ومولد يا دنيا".