قد يتخيل الكثيرون أن حياة النجوم وطريق شهرتهم كان سهلا مفروشا بالورود، ولكن الحقيقة أن الكثيرين منهم، وخاصة نجوم الزمن الجميل، عانوا الكثير من العذاب فى بداية مشوارهم، ونحتوا فى الصخر حتى يحققوا النجاح ويسجلوا أسماءهم بحروف من نور فى سجلات الفن.
وفى حياة نجوم الزمن الجميل الكثير من الكفاح والجهد الذى أوصلهم للمجد والنجاح، وكانت تجاربهم ملهمة، تؤكد أن طريق النجاح ليس سهلا، وأنه لا بد من الإصرار والتعب حتى يحقق الإنسان أحلامه وما يطمح إليه.
ومن بين هؤلاء الفنانين رحلة الفنانة تحية كاريوكا التى عانت الكثير منه عندما اختلف أشقاؤها من الأب مع والدتها بعد وفاة والدها، فتعامل معها إخوتها، مثل كبش الفداء، وحرموها من والدتها، وحبسوها وعذبوها، حتى أنهم حلقوا لها شعرها، وهو ما دفع كاريوكا للهرب إلى القاهرة، لتعمل فى فرقة سعاد محاسن، التى شملتها برعايتها، حتى غارت منها باقى فتيات الفرقة، فدبرن لها المكائد.
وانتقلت كاريوكا بعد ذلك إلى فرقة بديعة مصابنى، لتعانى أيضا من مؤامرات زميلاتها ومكائدهن، ورغم ذلك لم تستسلم، وبحثتت عن شىء يميزها، حتى قدمت رقصة الكاريوكا، التى اشتهرت بها، واقترنت باسمها، وذاع صيتها، حتى وضعت قدمها على أول سلم النجاح.
أما الفنانة الكبيرة عقيلة راتب فقد تعلمت منذ صغرها ألا تفرط فى حقها، حتى وهى طالبة فى المدرسة الفرنسية التى كانت تدرس بها، وكانت تتذكر واقعة حدثت لها فى المدرسة وتعلمت منها ألا تستسلم.
وذكرت عقيلة راتب، فى أحد حواراتها، أن المدرسة كانت تستعد لحفلتها السنوية، وأنها حفظت نشيد المدرسة باللغة الفرنسية، واختارتها المدرسة المشرفة على الحفلة لأداء النشيد كى تتقدم الطالبات لغناء النشيد، وفى آخر وقت قررت المدرسة أن تسحب منها النشيد لتغنيه طالبة أخرى فرنسية الأصل، فشعرت عقيلة بالغيظ والظلم، وقررت ألا تستسلم.
وذهبت عقيلة راتب تشكو لمدير المدرسة، وهو فرنسى الجنسية، وعندما وجدته يتحرك لإنصافها، هددته بأنها ستتصل بالصحف، وتروى لهم كيف يعامل الطلاب المصريون فى هذه المدرسة الفرنسية وما يعانونه من تمييز ضدهم، وكانت الصحف وقتها تشن حملة على المدارس الأجنبية فى مصر، فخشى المدير أن تتعرض مدرسته لهذه الحملة، وبالفعل أنصف عقيلة راتب، وتدخّل كى تعود الأمور إلى نصابها وتغنى هى نشيد المدرسة.
أما الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف فقد كانت كثيرا ما تحكى عما تعرضت له فى طفولتها من معاناة وعذاب وبؤس وحرمان، بعد أن خسر والدها السيرك الذى يمتلكه، وقالت إنها كانت كثيرا ما كانت تمر عليها أيام دون أن تجد ما يسد جوعها هى وأخواتها، ولكنها ظلت تعمل وتقدم الأكروبات حتى التحقت بفرقة بديعة مصابنى، وتعلمت الرقص الشرقى وإلقاء المونولوجات الخفيفة، وبدأ اسمها يلمع فى الوسط الفنى، حتى تعرفت على زوجها المخرج والمنتج حسين فوزى، وأصبحت نجمة من نجوم السينما، ولكنها لم تنس أيام الشقاء، وظلت تتعلم حتى تطور من نفسها طوال حياتها، وتعلمت اللغات والكثير من المهارات الفنية.