الخادم عثمان، هى شخصية ارتبطت فى أذهاننا وأخذت الأجيال تتوارثها جيل وراء جيل، حيث استطاع الفنان الراحل على الكسار الذى يحل اليوم ذكرى ميلاده أن يبرع فى تأديتها، عندما قدمها فى أعماله سواء فى السينما أو المسرح، فأصبحت تلك الشخصية خالدة فى ذاكرة التمثيل العربى، ولعل نطقها باللغة النوبية جعلتها شخصية مميزة بسبب جمال تلك اللغة وقد برع كذلك الكسار فى نطقها بسبب عمله لفترة كطباخ مع النوبيين.
على خليل سالم هو الإسم الحقيقى للفنان على الكسار، والكسار هو لقب عائلة والدته التى كانت تدعى بزينب الكسار، وقد أختار الكسار ذلك الإسم كنوع من أنواع رد الجميل لوالدته حيث كان يدين لها بفضل كبير فى تربيته وإيمانه بموهبته ومساندته بعد أن توفى والده، أحب الكسار الكوميديا منذ صغره حيث كان يقوم بصنع الأراجوز من الورق عندما كان طفلا ويقلد به العديد من الأصوات لأبناء حارته.
على الكسار هو واحد من رواد المسرح الكوميدى الغنائى، إنضم فى بدايته لفرقة "دار التمثيل الزينبى" ثم التحق بفرقة چورچ أبيض والذى تعرف فيها على أمين صدقى وكونا سويا فرقتهما التى أصبحت من أقوى وأنجح الفرق المسرحية بلا منافس، وقدموا فيها العديد من العروض المسرحية الناجحة، خلال تلك الفترة ظهرت السينما الصامتة وحاول الكسار خوض تلك التجربة الجديدة لكنه لم يحبها فهو كان من عشاق الإرتجال.
أنفصلت الثنائى على الكسار وأمين صدقى وأصبحت الفرقة تحمل اسم على الكسار فقط بعدما كانت تحمل اسمهما سويا، وظل نجاح الفرقة لوقت طويل ويعتبر الكسار هو أول من قدم الموسيقار الكبير زكريا أحمد فى فرقته ويعد انضمامه للفرقة نقلة كبيرة لها، ولكن رغم أن شخصية الخادم عثمان هى السبب فى نجاح الكسار إلا أنها كانت السبب أيضا فى تراجعه، فيبدو أن الناس قد ملوها وحفظوا إيفهاتها ولعل أيضا ظهور كوميديانات جديدة على الساحة الفنية لهم أسلوب مميز جعل الناس تنصرف عن على الكسار، فبدأ يتراجع نجمه حتى أنه فى نهاية مشواره الفنى قدم أدوارًا ثانوية وكان آخر ما قدم فيلم "آخر كدبة" مع الفنان فريد شوقى، وظهر فى مشهدين أو ثلاثة فقط.