تميزت كتاباته بسلاسة الأسلوب وجمال المعانى، والحبكة الدرامية الشديدة والوصف الراقى، مما جعله كاتبا فريدا من نوعه، فلم يكن ثروت أباظة التى تحل اليوم ذكرى ميلاده كاتبا عاديا، بل استطاع بأسلوبه أن يترك بصمة مميزة فى عالم المؤلفات، وكذلك استطاع أن يترك إرثا عظيما لا تستطيع أن تنساه على مر الزمان.
ويبدو أنه قد ورث الكتابة من عائلته، فكانت عائلة أباظة الشركسية عائلة أدبية، فهى من أنجبت أيضا الأديب دسوقى أباظة، والده، وكذلك أعماله عزيز أباظة وفكرى أباظة، بدأ ثروت أباظة الكتابة وكان عمره ستة عشر عاما، وقدم قصصا قصيرة ومسلسلات إذاعية وهو فى سن صغيرة، ثم اتجه إلى الرواية والتى تحول عددا منها إلى أفلام ولاقت نجاحا كبيرا.
عُرف الكاتب ثروت أباظة بآرائه الصادمة للنظام، مما جعله يدخل فى صدام دائم مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومن بعده الرئيس أنور السادات، وتعد أشهر وقائعه عندما كتب رواية "شىء من الخوف" وتم تحويلها لفيلم، ولكن تم منعها من العرض، مما دفعه إلى تقديم شكوى ضد ذلك، فقرر الرئيس الراحل عبد الناصر أن يشاهد الفيلم، وكان الفيلم تدور أحداثه حول فتاة تدعى فؤاده تحب شابا يدعى عتريس، ولكن يتحول هذا الشاب من شخص برىء لشخص كاسر ومجرم، ويحدث صراع كبير بينهم ينتهى برفضها الاستسلام إلى أن ماتت.
بعدما شاهد عبد الناصر الفيلم قرر عرضه وقال جملته: "إن كنت بمثل تلك البشاعة فمن حق الناس أن يقتلونى"، وبعد عرض الفيلم حاز على نجاح كبير، وظل خالدا فى ذاكرة الجمهور إلى الآن وتتوارثه الأجيال، كان ثروت أباظه قد اتخذ من توفيق الحكيم أبا له، وكان يستشيره فى كل شىء، وقال عنه توفيق الحكيم: لم يكتب الأعمال الأدبية فقط بل كتب الأدباء أنفسهم، وكان يعتبر نفسه نبتا مما زرع توفيق الحكيم.
ومن أشهر أعماله أيضا "هارب من الأيام" والتى تناولت حياة القرى المصرية، وبرع فيها فى رسم وتجسيد الأشخاص، وكتب مقدمة تلك الرواية الأديب نجيب محفوظ الذى رأى أنها من أروع الروايات التى جسدت القرية المصرية، وحصل من خلال تلك الرواية على جائزة الدولة التشجيعية، ومن رواياته أيضا "لم تشرق الشمس" التى أهداها لوالده، وكانت تعرض الأصل الطيب والأخلاق الحميدة التى تتكون بالفطرة عند الشخص، وكذلك الصفات السيئة والخيبات التى يتلقاها الشخص من واقع الحياة.
.jpeg "ثروت أباظه (2)")
