تعددت رؤى رؤساء جمهورية مصر العربية عن الإرهاب منذ أن انتقلت مصر من الملكية إلى جمهورية بعد قيام ثورة 23 يوليو والتي توالت بعدها المعارك بين السلطة والإرهاب الذي تمثل دائما في الجماعات والتنظيمات المعارضة للحكم والتي نفذت العديد من الجرائم والمجازر الإرهابية.
اختلفت رؤية الرؤساء الذين تناوبوا على حكم مصر خلال الفترات الرئاسية كما اختلفت أيضا طريقة تصديهم للإرهاب والعناصر الإرهابية.
جمال عبدالناصر
الحرب مع الإرهاب بدأت منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والذي تكتلت قوى الإرهاب في عهده وتحدث الرئيس جمال عبد الناصر أكثر من مرة عن الإرهاب خلال خطاباته ولكنه إختصر وأختزل الإرهاب في تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية وصوب تجاهها أكثر من خطاب لعل من أشهرهم الخطاب الذي تحدث فيه عن بداية الحرب بينه وبين جماعة الإخوان الإرهابية والتي بدأت بعد قرار حل الأحزاب وتحدث أيضا عن محاولة إغتياله وإطلاق الرصاص عليه في الأسكندرية عام 1954 ولم يكن هذا الخطاب الوحيد للرئيس جال عبدالناصر ولكن الباقيين كانوا أيضا يدينون جماعة وتنظيم الإخوان.
محمد أنور السادات
الرئيس السادات تحدث أيضا عن الجرائم الإرهابية التي كانت تتبناها التنظيمات في عهده وتركزت خطاباته عن الإرهاب على جماعة الإخوان الإرهابية على الرغم من اختلاف التنظيمات وتعددها في عهده ولكن كانت الجماعة هي الظهير الأكبر والمنفذ الأكثر للعمليات الإرهابية لذا تم التركيز عليهم خلال خطاباته فقد أظهر الرئيس السادات الجانب الحقيقي للجماعة وطريقة عملهم وزرعهم للمفاهيم الخاطئة عن الإسلام داخل عقول الشباب وفكرة المبايعة والسمع والطاعة الالزامية وجاء هذا في أشهر خطاباته الذي تحدث فيه عن الإرهاب.
محمد حسني مبارك
أختلف منظور الرئيس محمد حسني مبارك للإرهاب عن الرؤساء الذين سبقوه حيث نظر للقضية بشكل عام ولم يقصرها على جماعة الإخوان الإرهابية بل اتهم كل التنظيمات الإرهابية حول العالم بزراعة الإرهاب وسط الدول وتحدث عن العمليات الإرهابية التي تُجرى في جميع أنحاء العالم والتفجيرات التي تمت في دول الغرب سواء في لندن أو المانيا أو غيرها من الدول وقال إن الإرهاب ليس بمصر وأن الحوادث الإرهابية تجوب العالم.
عبد الفتاح السيسي
تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه الأخير عن الإرهاب والذي يعد القضية الأولى في اهتماماته منذ أن تولى رئاسة مصر وأطلق من أجل قضية الإرهاب العديد من المبادرات وأهمها مبادرة تجديد الخطاب الديني ومحاربة الإرهاب في شمال سناء ومحاولة القضاء على الفتن الطائفية ولكنه ركز خلال خطابه الأخير على توضيح البدايات التي تصنع وتتسبب في وجود الإرهاب من أجل الإجابة عن سؤال هام جدا وهو بناية الإرهاب هل تبدأ من التبعية أم من الأديان؟
حيث يوجه اللوم في العالم أجمع على الديانات وخاصة الدين الإسلامي في صناعة الإرهاب وهو ما شرحه الرئيس السيسي أثناء خطابه الأخير وأوضح حديثه أن هناك أذرع ترعى الإرهاب وتنفق عليه وتغذيه وأن هناك العديد من التنظيمات الإرهابية حول العالم وأوضح أن الإرهابي ليس فقط من يقتل ولكن أيضا من يتبعه الإرهابي ومن ينفق عليه ومن يدعمه سواء بالسلاح أو بالدعم اللوجيستي وأوضح حديث الرئيس السيسي خلال خطابه الأخير أن الإرهاب هو وليد التبعية وليس وليد الأديان.