لا أحد ينسى وجهه الطفولى البرىء وخفة ظله وموهبته التى لفتت انتباه الجميع وعباراته ومشاهده التى يحفظها الكبار والصغار رغم غيابه عن الأضواء منذ ما يقرب من 50 عاما.
عاطف الطفل المميز فى فيلم الحفيد، الذى طالما أضحكنا بمشاهده وتلقائيته حين بدت عليه ملامح الغضب وهو يرى البطة التى حملها من السوق حتى البيت تقطع وتوزع دون أن يكون له نصيب فيها، فانفجر قائلا: أمال فين نايبى أنا اللى شايل البطة دى من السوق لحد هنا"، الذى وقف مذهولا فى عيادة طبيب النساء ينظر إلى بطون السيدات المنتفخة يتخيل ما بداخلها، والذى جرى ليبشر والده بولادة شقيقته قائلا: "أبلة أحلام ولدت..أبلة أحلام ولدت".
إنه الطفل المعجزة مدحت جمال الذى كان واحدا من أشهر أطفال الفن والذى أبدع فى طفولته فى العديد من الأدوار منذ بدأ رحلته الفنية فى مسرحية موسيقى فى الحى الشرقى مع ثلاثى أضواء المسرح وبعدها توالت أعماله الفنية بين المسرح والسينما والتلفزيون.
التقينا بالطفل المعجزة الذى أصبح الآن رجلا جاوز اقترب عمره من 55 عاما، وأب لأربعة أبناء أكبرهم شابة فى سن 21 عاما ليتحدث عن مسيرته الفنية وكيف بدأت ولماذا توقفت وأين اختفى خلال السنوات الماضية فى حوار ينشر قريبا.
وقال مدحت جمال لـ"عين" إن مسيرته بدأت عندما أعلنت فرقة ثلاثى اضواء المسرح عن مسابقة لاختيار أطفال للمشاركة فى مسرحية موسيقى فى الحى الشرقى عام 1972 وكان وقتها عمره 6 سنوات، حيث أنه من مواليد عام 1966، فرأى والده فيه الموهبة وتقدم للمسابقة ومعه عدد كبير من المتسابقين وتم اختياره مع 8 أطفال للمشاركة فى المسرحية.
وقال مدحت جمال:" كانت اللجنة مكونة من المخرج نور الدمرداش والمخرج حسن عبدالسلام والفنان جورج سيدهم وسالونى 3 أسئلة جاوبت عليهم كلهم بالنفى".
وضحك الطفل المعجزة قائلا: "قالولى بتعرف تمثل قلتلهم لا، بتعرف تغنى، قلت لا، بتعرف ترقص قلت لا، ورغم ذلك اختارونى لانهم رأوا أنى تلقائى ومناسب للدور، وبعدها بدأت الرحلة وشاركت فى العديد من الأعمال ومنها، مسرحية جوليو وروميت، وفيلم الحفيد، وشياطين للأبد، وحب أحلى من حب، وعادت الحياة ومسلسل أوراق الورد، والعديد من مسلسلات الأطفال والمسلسلات الدينية.