احتفل مؤشر البحث العالمى جوجل اليوم بميلاد الفنانة بهيجة حافظ التى ولدت فى مثل هذا اليوم الموافق 4 أغسطس، واختلفت المصادر حول سنة الميلاد؛ ففى حين ذكر موقع ويكيبيديا أنها وُلدت عام 1908، كتبت بهيجة حافظ نفسها فى مذكراتها التى نشرتها بمجلة الكواكب عام 1953 أنها مواليد عام 1912.
ورغم تعدد مواهبها وكونها من رائدات المرأة اللاتى اقتحمن مجال التأليف الموسيقى والعزف والتمثيل والإخراج والإنتاج إلا أن الكثيرين قد لا يعرفون اسم بهيجة حافظ التى نالت شهرة عالمية وكانت من أوائل العاملين فى مجال السينما ومن شاركوا وفازوا فى مسابقات عالمية، كما كانت صاحبة صالون ثقافى يرتاده رواد الفن والثقافة.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى يناير من عام 1953، كتبت بهيجة حافظ قصة حياتها تحت عنوان "قصة حياتى" أشارت فيها إلى أصولها الأرستقراطية قائلة: "أنا بهيجة حافظ ابنة إسماعيل باشا حافظ المولودة فى الإسكندرية سنة 1912، وكنت أعيش فى منزل أشبه بمعهد الموسيقى لأن كل فرد من أفراد أسرتها ووالديها كانوا يجيدون العزف على الآلات الموسيقية المختلفة، وأن والدها ألحقها بمدارس الفرنسيسكان ثم الميردى ديو.
وأكدت بهيجة حافظ أنها خلال هذا السن المبكر ألّفت بعض القطع الموسيقية التى تم إذاعتها فى محطات الإذاعة بأمريكا وأوروبا.
وتزوجت بهيجة حافظ كما أشارت فى مذكراتها فى سن الثانية عشر، قبل شقيقاتها الأكبر منها؛ لأن والدها خاف عليها لما كانت تتمتع به من جمال فائق.
وفى إحدى المرات جاء عدد من المخرجين الأمريكيين إلى مصر وشاهدوا صورة بهيجة حافظ عند فاترينة أحد المصورين بالإسكندرية فأعجبهم جمالها، وسألوا عن عنوانها، وعرضوا عليها التمثيل فى أحد الأفلام، ولكن والدها طردهم شر طردة.
لم يستمر زواج بهيجة حافظ الأول، وبعد طلاقها سافرت إلى فرنسا ودرست الموسيقى، وعادت لمصر، لتقوم بتدريس الموسيقى لبنات العائلات الكبرى، وبدأ اسمها يلمع قبل أن تصل سن 17 عاما، وجاءت شركة أوديون، وسجلت بعض القطع الموسيقية التى ألّفتها، وتم عرضها فى مؤتمرات عالمية، وحصلت عنها على عدد من الجوائز.
وعندما عزم المخرج محمد كريم على تقديم أول فيلم مصرى صامت، وهو فيلم "زينب"، عرض على بهيجة حافظ التمثيل فيه، فوافقت، وقاطعها أهلها، وهددت زوجات أشقائها بطلاقهن إذا لم يقاطعونها.
وقالت بهيجة حافظ إنها تقاضت 25 جنيها شهريا خلال فترة العمل فى فيلم زينب، مؤكدة أن الإخراج وقتها كان بدائيا، لذلك طالت فترة إعداد الفيلم.
وأكدت بهيجة حافظ أن والدتها وشقيقاتها حضرن عرض الفيلم، الذى احتشدت الجماهير لمشاهدته فى مقصورة علوية، وتقابلن معها واحتضنوها، وعادت المياه إلى مجاريها؛ لأنها كانت قد تزوجت، وعلمن أنها حافظت على سمعة واسم أسرتها.
وأشارت إلى أن يوسف وهبى حين أراد أن يخرج فيلم "أولاد الذوات" استعان بها وتعاقد معها على مبلغ 250 جنيها، وسافرت إلى باريس لتصوير المشاهد، ولكنها اضطرت للعودة لمصر، واتفقت مع يوسف وهبى على استكمال المشاهد، ولكنه استعان بأمينة رزق لاستكمال الفيلم.
وقال بهيجة حافظ إنها رفعت قضية على يوسف وهبى وطالبت بالتعويض، وتحدد يوم لبيع عفش بيته بالمزاد، ولكنها فى آخر لحظة وافقت على تقسيط المبلغ الذى حكمت به المحكمة.
وخاضت بهيجة حافظ تجارب عديدة فى الإخراج، كما أسست شركة إنتاج وأخرجت أفلام: "الضحايا، الاتهام، ليلى بنت الصحراء"، وألّفت مئات المقطوعات الموسيقية.