موهبة استثنائية، لقب بسفير المهمشين وساحر الواقعية، كان يمتلك أدوات خاصة جعلته متفردا واستطاع أن يحجز له مكانا وسط عمالقة الفن، هو المؤلف والمخرج الراحل رضوان الكاشف، والذى يحل اليوم ذكرى ميلاده، كانت أعماله تصرخ فنا وإبداعا، فرغم قلة تلك الأعمال التى لم تتخطى ثلاثة أفلام طويلة إلا أنها حفرت فى أذهان الجميع وأشاد بها كل النقاد والجمهور، وأستطاع أن يزرع فى عقولهم لحظات لا تنسى.
رضوان الكاشف يعتبر أحد رواد الجيل الثانى من المدرسة الواقعية، فقد درس الفلسفة قبل أن يلتحق بالمعهد العالى للسينما ولربما دراسته للفلسفة جعلته ينظر للأمور نظرة مختلفة، هذا لجانب أصوله الصعيدية، فقد بدأ مسيرته الفنية بفيلمه القصير "الجنوبية" والذى كان مشروع تخرجه من المعهد العالى للسينما الذى أستطاع أن يسبق كل زملائه فى الدفعه ويرتب الأول على دفته، وقد حصل هذا الفيلم على جائزة العمل الأول من وزارة الثقافة، وبعد تخرجه عمل كمساعد مخرج لما يقرب من عشرون فيلما مع يوسف شاهين ورأفت الميهى وداود عبد السيد وغيرهم من عمالقة الفن.
يعتبر فيلم "ليه يابنفسج" أولى تجاربه السينمائية، فكان الفيلم من تأليفه وإخراجه، وقد حصل هذا الفيلم على أفضل فيلم بمهرجان باريس، وجائزة أحسن فيلم، وأحسن إخراج، وأحسن سيناريو لمهرجان المركز الكاثوليكى، ويعد فيلم "عرق البلح" من أهم الأفلام التى قدمها الراحل حيث كان من تأليفه أيضا، وقد إنتهى من كتابته قبل فيلمه " ليه يابنفسج " ولكنه ظل وقتا طويل تخطى العشر سنوات يبحث له عن منتج، فيعد فيلم عرق البلح من أروع وأجمل وأهم ماقدمت السينما المصرية فهو فيلم إكتملت فيه كل عناصر الإبداع، فرغم فشله جماهريا إلا أنه حصل على العديد من الجوائز أهمها حصل على الذهبيتين من مهرجانين بفرنسا والمغرب.
وكان أخر أفلامه السينمائية فيلم "الساحر" للراحل محمود عبد العزيز، الذى نجح نجاحا كبيرا وكان مولدا للفنانة منى شلبى، وكان هناك الكثير والكثير يريد أن يقدمه الراحل رضوان الكاشف، ولكن القدر كان له رأى آخر، فقد وافته المنية وهو فى عمر صغير إثر أزمة قلبية مفاجأة، وكان حينها يخطط لتقديم فيلم "عقبال عندكم".