قال السيناريست أحمد فوزى صالح إنه يعتبر تجربة عرض مسلسله "الحرامى" بمثابة تحد له لمواكبة التغيرات التكنولوجية وازدهار المنصات الإلكترونية، الذى أدى إلى اختلاف ذائقة المتلقى، ورغبته فى متابعة الأعمال السريعة الجيدة فى نفس الوقت.
وأوضح فوزى، فى تصريحات صحفية، أنه تخرج فى معهد السينما من قسم السيناريو، ويحب الكتابة للغاية، لكنه أدرك أن نوعية الأفلام التى يفضلها تحتاج وقتا كبيرا جدا فى عملية إنتاجها، سواء فى إيجاد التمويل اللازم، أو كونها بالأساس تحتاج وقتا كبيرا فى كتابتها والتحضير لها، ثم العمل على تنفيذها، وعادة ما تتراوح تلك الفترة ما بين 3 - 5 سنوات، لذلك خلال تواجده بمهرجان فينيسيا التقى مجموعة مخرجين من الفلبين، وطرح عليهم هذه الإشكالية، أن هذه النوعية تحتاج سنوات حتى تنتهى من واحد منها، فى ظل وجود التزامات أخرى فى الحياة لا تتحمل هذا التوقف لسنوات متتالية، فأخبروه أن لديهم صناعة كبيرة للتليفزيون والسينما، وما بين الفيلم والذى يليه يقدمون أعمالا تليفزيونية مختلفة وسريعة، بمنتهى الشغف والمحبة؛ لأنها تفيدهم فى مشروعاتهم السينمائية الأساسية التى تحتاج وقتا طويلا فى التنفيذ.
وتابع أنه استجاب لنصيحة زملائه الفلبينيين، وقرر خوض هذه التجربة، فبدأ العمل على مشروع من تأليفه كاملا، اسمه "ظلم المصطبة"، لكنه لم ير النور، ثم تعاقد مرة أخرى على عمل "ميرامار" و"الحرافيش" لنجيب محفوظ، لكن نظرا لظروف كثيرة لم تر هذه المشاريع النور، وربما يكون هناك أمل فى ظهورها من جديد.
وعن كواليس العمل على مسلسل "الحرامى" أوضح فوزى أنه مع الانتشار الكبير لمنصات المشاهدة، ظهرت دراما جديدة وأسلوب جديد فى الكتابة، وهو ما كان لديه شغف كبير بشأنه، لذلك الفكرة من البداية هى أن الجيل الجديد لديه علاقة وثيقة بالهاتف المحمول، ولا يكاد يفارق يده طوال اليوم، فلا بد من عمل دراما قوية سريعة يستطيع المشاهد أن يتابعها على الهاتف المحمول، وأن تصنع قصصا تدور فى أماكن محدودة بعدد محدود من الممثلين، فتنجح فى الوصول للمتلقى باهتماماته الجديدة المختلفة.
ومن هذا المنطلق، بدأ بالفعل العمل على مشروع "الحرامي" فى نهاية عام 2019، إذ يقوم على فكرة مسلسل من 10 حلقات، كل حلقة مدتها 10 دقائق، لكى يواكب فكرة السرعة والمشاهدة عبر الهاتف المحمول، واستدعى فيه مقالا للكاتب وائل عبد الفتاح اسمه "حكاية حرامى"، كان قد قرأه مسبقا وأُعجب به، وقرر تحويله لعمل درامى، مضيفا: "وبعدين بقا عندنا معالجة وتتابع حلقات وقاعدين نطور الفكرة والقصة ثم كتبنا 5 حلقات أنا وكاتب السيناريو محمد بركات، وتم الاستقرار على المخرج محمد سلامة".
وأضاف، أنه حتى الآن لم يتم الاستقرار على عمل جزء ثان من "الحرامى" أم لا، وعن أعماله الجديدة، كشف صالح أنه يعمل على مشروع مسلسل قصير مدة الحلقة من 20 لـ25 دقيقة مع المخرج كريم الشناوى، فضلا عن وجود مشروع آخر مدة الحلقة فيه 50 دقيقة، وكذلك مشروع فيلم روائى جديد مع الكاتب أحمد عامر لا يزال فى مرحلة كتابة السيناريو، ربما يبدأ تصويره بعد عامين أو ثلاثة، وهو بمثابة استكمال للعالم الذى بدأه فى "جلد حى" و"ورد مسموم"، ليس عالم المدابغ، لكنه عالم من هم على هامش المدينة، ليدخل هذه المرة عالم "العربجية وسواقين الكارو"، فى محاولة لرصد التغيرات الكبيرة التى تحدث الآن فى مدينة القاهرة على مستوى البنية التحتية وإزالة العشوائيات، وينحاز فيه للتغيير والحداثة والتجديد، فضلا عن استناده فيه لقصة شكسبيرية شهيرة.
مسلسل "الحرامى" من بطولة الفنانة رانيا يوسف، وبيومى فؤاد، ورنا رئيس، وأحمد داش، كارولين عزمى، وأحمد فتحى، تأليف أحمد فوزى صالح ومحمد بركات، ومن إخراج محمد سلامة.