حكاية فيلم نادر قدمته سعاد حسنى فى المغرب ومٌنع من العرض

تداولت بعض الصفحات على موقع التغريدات القصيرة "تويتر" صوراً للنجمة الراحلة سعاد حسنى من فيلم بعنوان "أفغانستان لماذا" الذى صورته السندريلا عام 1984 ولكن تم منعه من العرض ولم ير النور حتى الآن، وقد يكون هذا العمل الوحيد الذى لم يشاهده الجمهور للسندريلا سعاد حسنى لأنه لم يعرض فى السينمات وعلى الشاشات.

سعاد حسنى فى فيلم أفغانستان لماذا

وبالبحث حول الفيلم ظهر أنه فيلم مغربى شارك فى بطولته الفنان المصرى عبد الله غيث، من إخراج عبد الله المصباحى وصوره مدير التصوير المصرى عبد العزيز فهمي، وجسدت فيه السندريلا دور فتاة أفغانية، أما غيث فقدم دور أستاذ جامعى وعالم دين ومفكر ومناضل قاد حركة قوية ضد الاحتلال السوفيتي، قبل أن تنفجر الخلافات داخل المجتمع الأفغانى نفسه.

تمويل الفيلم جاء من بعض الأثرياء السعوديين، وقد بدأ تصوير الفيلم بالفعل فى مدينة تطوان، وكان من المفروض أن تكون مدة عرض الفيلم 3 ساعات، وبالفعل تم إنجاز 70% من المشاهد، أى قرابة ساعتين ونصف، ولم يتبق إلا مشاهد المعارك التى تعتمد على السلاح الثقيل والدبابات وشاحنات الجيش والتى كانت ستستغرق النصف ساعة المتبقية، إلا أن الجيش المغربى رفض أن يتم استخدام آلياته العسكرية فى الفيلم.

سعاد حسنى وعبد الله غيث من فيلم أفغانستان لماذا

توقف التصوير وثار الممولون السعوديون وطالبوا باستعادة أموالهم وتعطل تصوير الفيلم تماماً، فى وقت تكالبت فيه المشاكل على المصباحي، خاصة بعدما قرر المركز المغربى السينمائى سحب ترخيص عمله كمخرج وإغلاق شركته السينمائية، كما قام بحجز الأجزاء التى تم تصويرها من الفيلم معلناً حظر عرضه، ومنذ ذلك الحين والفيلم الذى لم يكن المصباحى يملك أى نسخ أخرى منه حبيس ومعتقل داخل أدراج المركز السينمائى المغربى !

فى عام 2005 حاول المصباحى إعادة إحياء الفيلم حين أعلن أنه بدأ تصوير الجزء الثانى منه، دون أن يوضح كيف يصور جزءاً ثانيا من فيلم لم يعرض جزؤه الأول حتى الآن، وتسربت حينها أنباء عن أن المصباحى وُعد بإطلاق سراح فيلمه القديم، إلا أن أخبار الفيلم اختفت مجددا ولعدة سنوات، قبل أن تعود وبقوة فى عام 2013 حين أعلن المصباحى أن فيلمه القديم سوف يرى النور مؤكدا أن الظروف والملابسات التى كانت سبباً وراء منعه طوال هذه السنوات زالت ولم يعد لها وجود.

سعاد حسنى من فيلمها الممنوع من العرض أفغانستان لماذا

وأوضح المصباحى فى وسائل الإعلام المصرية والمغربية أنه قام بتصوير مشاهد جديدة لإضافتها للفيلم، وأدخل تعديلات جوهرية على أحداث الفيلم ليكون مواكباً للتغيرات التى شهدها العالم منذ الثمانينات وحتى الآن، كاشفاً أنه أضاف مشاهد تؤرخ لفترة ما بعد الانسحاب السوفييتى وظهور حركة طالبان وتنظيم القاعدة، وكذلك الحرب الأمريكية على أفغانستان وما جرى فى معتقل جوانتانامو، فى محاولة منه لربط الماضى بالحاضر، لافتاً إلى أنه غير إسم الفيلم إلى "أفغانستان الله وأعداؤه".

إلا أن الفيلم أيضا لم يظهر للنور رغم تصوير مشاهد جديدة رفعت الميزانية الإجمالية التى صرفت على الفيلم فى المرتين إلى 25 مليون دولار، ورغم ذلك لم يتوقف المصباحى عن الحديث عن قرب عرض الفيلم فى دور السينما، متوقعاً أن يحدث الفيلم فى نسخته الجديدة ضجة عند عرضه، وظل المصباحى يؤكد دون كلل أو ملل أن الفيلم بات جاهزاً للعرض وأنه وضع له اللمسات الأخيرة، وينتظر فقط أن يعرض فى دور السينما، إلى أن توفى المصباحى رحمة الله فى 16 سبتمبر 2016، دون أن يعرض الفيلم أو يشاهد الجمهور منه ولو مشهداً واحداً.

سعاد حسنى من فيلم أفغانستان لماذا

سعاد حسنى من فيلم أفغانستان لماذا

سعاد حسنى من فيلمها الممنوع من العرض أفغانستان لماذا

سعاد حسنى من فيلمها الممنوع من العرض أفغانستان لماذا