توفى مساء الخميس، الفنان سمير الإسكندرانى عن عمر يناهز 82 عامًا، بعد صراع مع المرض، بمستشفى النزهة حيث كان يتلقى العلاج هناك، وقالت نجوى ابنة الراحل سمير الإسكندرانى إنه سوف يتم تشييع جثمانه غدا بعد صلاة الظهر من مسجد السيدة نفيسة
سمير الإسكندرانى قال فى أحد حواراته إنه يغنى بالإيطالية والإنجليزية والفرنسية والتشيكية. وأن الفن الغربى والشرقى اختلطا بداخله دون صراع وأن الحب كان دافعه لدراسة اللغة الإيطالية.
وأشار الإسكندرانى إلى إن عمله مع المخابرات مرحلة أساسية وفارقة فى حياته مؤكدا أن أحد أجداده كان يهوديا واعتنق الإسلام. وحاول أحد الإسرائيليين تجنيديه أثناء دراستيه فى إيطاليا، وساهم فى إسقاط 6 شبكات تجسس إسرائيلية فى مصر.
القصة بدأت بتلقى سمير الإسكندرانى، دعوة من المستشار الإيطالى بالقاهرة لبعثة دراسية إلى إيطاليا، وذهب لاستكمال دراسته فى مدينة بيروجيريا الإيطالية عام 1958.
كان سمير الإسكندراني، متفتحًا ومثقفًا يجيد 5 لغات، ويحب الرقص واللغات، وكانت إيطاليا مثل غيرها من الدول الأوروبية التى تعج بعملاء الموساد الإسرائيلي، الذين يبحثون عن عملاء عرب ومصريين للتجنيد لصالحهم.
ركز عملاء الموساد عينهم سمير الإسكندرانى عن طريق شاب يدعى سليم، وفقا لموقع المجموعة 73 مؤرخين. تقرب الشاب "سليم" من سمير الإسكندراني، لكن سرعان ما تسرب الشك إلى الفنان من تصرفات الشاب المريبة، خاصة بعدما عرف بجواز سفره الأمريكي، رغم ادعاء الشاب أنه عربي. وتوطدت أواصر الصداقة بينه وبين سمير، وأخبره انه يعقد بعض الصفقات التجارية، التى تتطلب سرعة التحرك وسريته.
قرر سمير الإسكندرانى أن يراوغ سليم ، حتى يعرف ما يخفيه، وأوهمه أن جده الأكبر كان يهوديا، واسلم وليتزوج جدته، ولكن أحدا لم ينس أصله اليهودى، وأنه أكثر ميلا لجذوره اليهودية، منه للمصرية، وسقط سليم فى فخ الثعلب، وأندفع يقول فى حماس: كنت أتوقع هذا.. أنا أيضا لست مصريا يا سمير ، أنا يهودى.
بدأ سمير الإسكندرانى تدريباته على الحبر السرى، والتمييز بين الرتب العسكرية، ورسم الكبارى والمواقع العسكرية، وطلب منه التطوع فى الجيش عند عودته إلى مصر بمقابل مادى كبير، وأخبر سمير الاسكندرانى شقيقه بالأمر وسأله الكتمان وطلب منه السفر إلى مصر والذهاب إلى المخابرات العامة، ليروى لها كل ما لديه، وأصر الاسكندرانى على ألا يبلغ ما لديه إلا للرئيس جمال شخصيا وبالفعل استمع الرئيس فى اهتمام شديد، إلى القصة التى رواها سمير.
بدأ سمير يعمل لحساب المخابرات المصرية، وتحت إشراف رجالها، الذين وضعوا الأمر برمته على مائدة البحث، وراحوا يقلبونه على كل الوجوه، ويدربون الشاب على وسائل التعامل، وأسلوب التلاعب بخبراء الموساد. حتى تمكن من إسقاط شبكات تجسس داخل مصر
و دعاه الرئيس جمال عبد الناصر، ليكافئه على نجاحه فى تلك اللعبة، وأطلقوا عليه فى جهازى المخابرات المصرى والإسرائيلى، عندما تسبب نجاحه فى استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية هرطابي "لقب الثعلب".