لو حاولنا اختيار أفضل 100 ممثل فى تاريخ البشرية سيأتى النجم الإيطالى الأصل روبرت دى نيرو ضمن الـ10 الأوائل فى هذه القائمة، فهو ممثل مبدع ومتعدد الوجوه، يمتلك أكثر من 1000 وجه، قدم عددا منها فى أفلامه التى اقتربت من الـ100 فيلم، فهو داخل الفيلم الواحد يقدم عشرات، بل مئات الأوجه والأشكال، وهو بالفعل يستحق أن يكون ممثلا استثنائيا فى تاريخ التمثيل منذ أن بدأ وحتى الآن.
اليوم يحتفل النجم العالمى روبرت دى نيرو بعيد ميلاده فهو من مواليد 17 أغسطس 1943 ووالده من أصل إيطالى – أيرلندى، وهو رسام وشاعر وناقد، أما أمه فرجينيا أدميرال، فهى رسامة أيضًا وقد أثرت هذه النشأة الفنية فى تكوينه.
روبرت دى نيرو كان فى سن المراهقة خجولا جدا وانطوائيا، لكنه بعد ممارسة التمثيل استطاع أن يكسر الخجل والانطوائية بداخله، والتحق بالورشة الدرامية الأمريكية بنيويورك، وسرعان ما عشق التمثيل، ووجد فيه نفسه فقرر احترافه.
وفى عام 1963 قام دى نيرو بأول دور سينمائى له مع براين دى بالما فى فيلم "عقد القران"، وفى الستينات كانت معظم أعماله فى المسرح، وحصل على دور ثانوى فى فيلم فرنسى اسمه "ثلاث غرف فى مانهاتن" عام 1965، وظهر بعد ذلك فى أول فيلم بعد الاتحاد مع دى بالما عام 1968 فى فيلم "التحيات"، ومرة أخرى فى فيلم "مرحباً والدتى" عام 1970.
حصل على شعبية كبيرة بعد تأديته دور لاعب بيسبول فى دورى البيسبول الأمريكى، فى فيلم "اضرب الطبل ببطء" عام 1973 وفى نفس العام بدأ بعمل ناجح آخر بالتعاون مع المخرج مارتن سكورسيزى حينما أدى دور "جونى بوى" و"تشارلى" فى فيلم "الشوارع الوضيعة"، وتلى ذلك العديد من الأعمال الناجحة مثل "سائق التاكسي" (1976)، و"نيويورك" (1977)، و"الثور الهائج" (1980)، و"ملك الكوميديا" (1983)، و"غودفيلاز" (1990)، و"رأس الخوف" (1991)، و"كازينو" (1995(.
وفى عام 1974 لعب دى نيرو دور شخصية "دون فيتو كورليونى" فى مرحلة الشباب فى فيلم العراب الجزء الثانى لفرانسيس فورد كوبولا وحصل لهذا الدور على جائزته الأكاديمية الأولى لأفضل ممثل مساعد وفى عام 1976 ظهر دى نيرو مع جيرارد ديبارديو فى فيلم "1900" الذى يسمى أيضا "نوفيتشينتو".
فى عام 1978 لعب الممثل دور "مايكل فرونسكى" فى فيلم "صائد الغزلان" حول حرب فيتنام، كما ظهر فى دور ملحوظ بفيلم سيرجيو ليون "حدث ذات مرة فى أمريكا"، حيث مثل دور مجرم يهودى يدعى "ديفيد آرونسون" عام 1984. بعد ذلك قام بالعديد من الأفلام الأخرى الناجحة أبرزها: "اعترافات حقيقية" (1981)، و"الوقوع فى الغرام" (1984)، و"البرازيل" (1985)، و"المهمة" (1986)، و"المنبوذون" (1987)، و"الحرارة" (1995)، و"رونن" (1998)، و"حلل هذا" (1999)، و"التق بالوالدين" (2000).
المخرج مارتن سكورسيزى صاحب فضل كبير فى حياة النجم روبرت دى نيرو الفنية، فهو الذى فجّر طاقته وأبرز موهبته الرائعة، ووضعه فى بؤرة الاهتمام عندما اختاره لدور مهم، وإن لم يكن رئيسًا، فى فيلمه «شوارع وضيعة»، وقد فتح هذا الفيلم بوابة الشهرة والنجومية لدى نيرو، ورسّخ أقدام سكورسيزى كواحد من أهم مخرجى السينما الأمريكية، وكان الفيلم بداية لتعاون وثيق، لافت وفعّال، وعلى مدى سنوات طويلة أثمر أعمالًا قوية ومميّزة، وصار دى نيرو الممثل المفضّل لسكورسيزى، وكوّن معه علاقة فنية وشخصية حميمة.