ليس مبالغة أو هجوم زائد عن الحد.. لكنها الحقيقة الدامغة التى يشهدها القريب والبعيد .. هناك كوراث فنية تضرب صفوف الأهلى الفترة الحالية تحت قيادة السويسرى رينيه فايلر، الذى خرج عن صوابه فى العديد من الأفكار الفنية التى تعاكس مستويات اللاعبين ولا تناسب الأغلب الأعم منهم وإمكانياتهم، فهل السبب فى ذلك خروج الخواجة عن تركيزه بسبب العروض الخارجية التى تلقاها فى فترة توقف النشاط قبل أن يجدد عقده مع النادى الأهلى لمدة عام بوجود شرط يمنحه الرحيل وقتما أراد ومتى يشاء، ما جعله غير مبال بما يحدث داخل الفريق.
أخطاء بالجملة ظهرت بشكل واضح وجليا فى أداء الأهلى بالكثير من المشاهد خلال مباراة القمة التى خسرها الأحمر أمام غريمه الزمالك بنتيجة 3 / 1 فى الدورى الممتاز مساء السبت، وهى الهزيمة الأولى التى ينالها أبناء الجزيرة هذا الموسم على مدار 20 مباراة.
بداية لابد أن نعترف أن الأخطاء تلك وقع بعضها من جانب اللاعبين ، وكانوا نقطة ضعف واضحة وسببا أساسيا فى الخسارة ، إلا أن السبب الرئيسي فى الهزيمة والعامل الرئيسي فى تلك الأخطاء هو المدرب السويسرى فايلر، كون يتحمل أخطاء لاعبيه باعتباره القائد الذى يدرب وينح التعليمات ويكلف بالمهام.. اللاعبون فى كرة القدم أداة مدربهم ينفذون رؤيته داخل الملعب.. ومن الوارد أن يكونوا غير موفقين .. لكن ما شاهدناه أمام الزمالك من لاعبى الأهلى ليس سوء توفيق ولكنه سوء مستوى نابع من سوء قيادة المدرب من خارج الخطوط.
أولا .. تغيير طريقة اللعب بشكل مفاجئ ، وبعد 35 مباراة قاد فيها الأهلى وهو يلعب 4-2-3-1، أو 4-1-4-1 ، إذ بها يغير طريقة اللعب إلى 4 / 3 / 3 ، ما يشير إلى سوء تخطيطه ، فقد يكون اراد مفاجأة المنافس بتلك الخطة الجديدة، لكنه لم يختار التوقيت المناسب ، إذ أربك لاعبيه وكان من باب أولى تجربة تلك الطريقة فى مباراة أقل حدة وقوة فى منافسها حتى لا يسقط اللاعبين فى تلك الأخطاء الفجة التى تسببت فى الهزيمة.
فايلر
ثانيا .. تحويل الأهلى لفريق دفاعى ، وهذا لا يصح ولا يجوز مع طبيعة الأهلى وأدائه الهادف دائما إلى الفوز، ومن ثم ضرورة الهجوم مها كان أسم المنافس.. وكانت المفاجأة الصادمة باللعب على ثلاثى دفاعى فى خط الوسط، لربما لتحييد العناصر الهجومية فى الزمالك ومنعهم من التقدم السريع للمرمى الأحمر، إلا أن الواقع داخل المستطيل الأخضر كان معاكسا لذلك ، وادى إلى تقهقهر الأهلى خاصة بعد هدف الزمالك الأول الذى أربك الصفوف ووضع فايلر فى موقف محرج.
ثالثا .. الاعتماد على محد هانى فى الجبهة اليمنى والذى كان غائبا تماما عن المستوى، دون أن يتحرك فايلر لانقاذه بمنحه المساعدة من المطلوبة من خط الوسط أو التعطية العكسية ن قلبى الدفاع.. كل هذا لم يحدث وظل الخواجة ساكنا وديعا أمام تغرة الجبهة اليمنى.
مروان حسن
رابعا.. حركة مروان محسن ، هذا التصرف الغريب من المهاجم الدولى والواضح فى الصورة، بتك الكرة التى مررها له بادجى دون تفسير واضح ، لا يعيب اللاعب فحسب وإنما أيضا مدربه الذى يعتمد على لا يعرف مكانه وموقعه داخل الملعب ولا يملك أى حساسية داخل منطقة الـ18 التى تعد ملعبه الخاص أو بيته بلغة الكرة، وكلها أمور على المدرب أن يعالجها ولا يتركها حتى تصل لهذا المستوى المذري.
خامسا .. بطء المدافعين، يعانى النادى الأهلى من حالة بطء شديدة بين لاعبى الدفاع، وبسبب ذلك جاء الهدف الأول بعدما نجح اشرف بن شرقى فى تجاوز ياسر إبراهيم الذى لم يستطع مجاراته فى الركض ويصنع العرضية ليسجل منها زيزو، وكذلك أيضا الهدف الثالث الذى سبق فيه أوناجم الجميع ويمرر بسلالسة بعد فتح الزوايا الصعبة أمام الشاب أسامة فيصل ليسجل.. وهى آفة يتوجب على فايلر علاجها وحلها حتى لا تكون ثغرة يستغلها دائما المنافسين.