أحيانا يصبح الفنان أسيرا لبعض الأدوار التى يتم حصره فيها، وقد لا يفصل الجمهور بين هذه الأدوار وبين شخصية الفنان الحقيقية، مما قد يعرضه للعديد من المواقف المحرجة، وهو ما حدث مع بعض الفنانين الذين أتقنوا أدوار الشر.
وكان من بين هؤلاء الفنانين الفنانة الكبيرة زوزو ماضى، والتى تم حصرها فى عدد كبير من أعمالها فى دور المرأة اللعوب خطافة الرجالة وخرابة البيوت، وهكذا كان دورها فى فيلم الأسطى حسن مع الفنان الكبير فريد شوقى وهدى سلطان وغيره من الأفلام.
وفى حوار نادر للفنانة الكبيرة زوزو ماضى عام 1955 تحدثت عن موقف محرج حدث لها بسبب حصرها فى هذه الأدوار.
وقالت زوزو ماضى أنها دُعيت إلى إحدى الحفلات فى منزل أسرة عريقة فقبلت الدعوة، وأثناء الحفلة لاحظت أن زوجة شابة تعلقت بذراع زوجها بشكل لافت للانتباه، وكانت تنظر إليها نظرات غريبة يظهر منها التحدى والغضب.
وأوضحت زوزو ماضى أنها لم تهتم بنظرات السيدة، ولكنها بحثت عن ولاعتها حتى تشعل سيجارة، فلم تجدها، فطلبت من زوج السيدة أن يشعل لها السيجارة.
وتابعت الفنانة الكبيرة قائلة: "كانت المفاجأة حين صرخت السيدة فى وجهى تعنفنى وتطلب من زوجها ألا يشعل لى السيجارة".
وأشارت زوزو ماضى إلى أن الحفلة سادها صمت غريب بعد موقف السيدة، وشعرت هى بالإحراج الشديد، وسألت السيدة عن سبب موقفها هذا، فأجابتها بقسوة قائلة: "انتى فاهمة كويس".
وهنا فوجئت الفنانة الكبيرة بضحكة عالية من إحدى زميلاتها التى أوضحت لها الأمر، مؤكدة أنها تعرف أن هذه الزوجة شديدة الغيرة على زوجها، ولذلك أرادت أن تمزح من خلال مقلب تكون ضحيته زوزو ماضى، فقالت للزوجة الغيورة أن الأدوار التى تمثلها ماضى فى الأفلام هو نفس ما تقوم به فى الحقيقة، من خراب البيوت وخطف الأزواج، فخافت الزوجة على زوجها، واقتنعت بهذا الكلام، ولذلك رفضت أن يتعامل زوجها نهائيا مع زوزو ماضى، وأن يشعل لها السيجارة.
وأضافت زوزو ماضى أنه بعد توضيح زميلتها فهمت الزوجة أن ما حدث مجرد مزاح، ونشأت بينها وبين الفنانة الكبيرة صداقة، ولكن ظلت ماضى تتذكر هذا الموقف المحرج؛ بسبب حصرها فى أدوار المرأة اللعوب خرابة البيوت.