جمال عبد الناصر يكتب: متعة المشاهدة والسلطنة فى مسرحية «سيد درويش»

حضرت مسرحية "سيد درويش" التى يقوم ببطولتها الفنان ميدو عادل مشخصا دور فنان الشعب سيد درويش ببراعة وخفة ظل ورشاقة فى الأداء والغناء، وتشاركه الفنانة لقاء سويدان فى شخصية "جليلة العالمة" تلك السيدة التى كان لها تأثير ودور كبير فى حياة سيد درويش، وتبدع لقاء تمثيلا وغناء واستعراضا هى وكل فريق العمل المشارك معها ليكون الثنائى ميدو ولقاء مفاجأة فى العرض المسرحى الذى يستحق الدعم والمساندة.

سيد درويش هو مجدد الموسيقى وباعث النهضة الموسيقية فى مصر والوطن العربى ويستحق تقديم أكثر من عمل عن حياته الفنية والشخصية وقدم من قبل فيلم سينمائى قدمه الفنان كرم مطاوع ولكن مازلنا نحتاج المزيد من الأعمال وهذا العمل يستحق المشاهدة لأنه عملا متكاملا ولا ينقصه سوى الدعاية الجيدة.

المسرحية تعرض على مسرح البالون وتحقق نجاحا جماهيريا كبيرا أتمنى أن تستمر لأنها تؤرخ لحياة فنان الشعب سيد درويش الذى ربما لا تعرفه الأجيال الحالية، ويحمل العرض كل عناصر المتعة البصرية بجانب المتعة الموسيقية بإعادة تقديم وتوزيع أغانى سيد درويش العظيمة التى كانت سابقة لعصرها والتى مازلنا نسمعها حتى اليوم والتى كتبها له عظماء الكتابة مثل بديع خيرى وبيرم التونسى.

كاتب العمل المسرحى السيد إبراهيم استطاع أن يقدم سيرة سيد درويش ورحلته فى عالم الغناء ومعاناته فى بداية مشواره والصدف التى لعبها القدر فى حياته بدون إطالة أو مط فى الأحداث ونسج ذلك بخط سياسى فنى موازى نشاهد من خلاله رحلة سيد درويش للشام ثم عودته ومشاركته فى مسرحيات نجيب الريحانى وبديع خيرى وأيضا مشاركته فى ثورة 1919 وغنائه لسعد زغلول.

المخرج أشرف عزب قدم لجمهور المسرحية المتعة البصرية بإنتاج بسيط ولو توفر له الإنتاج بشكل أكبر ربما كان العرض أفضل شكلا ومضمونا ولكنها الإمكانيات المتاحة التى استطاع توظيفها ليحقق بالفعل متعة بصرية مستخدما كل عناصر الفرجة، وكان موفقا فى اختيار أبطال العرض المسرحى فالفنان ميدو عادل اختيار موفق لتجسيد سيد درويش فهو فيه من روحه ومعجون فن مثله وبالتالى كان أداؤه به رشاقة وخفة ظل وشمولية فى الأداء العام للشخصية ما بين الغناء الجيد لأغانى سيد درويش وأدائها المتميز والاستعراض والتمثيل أيضا كان بارعا فيهما معا، واختيار الفنانة لقاء سويدان أيضا كان فى محله لشخصية جليلة العالمة التى قدمتها ببراعة واستطاعت أن تبرز جوانب إنسانية كثيرة فى هذه الشخصية التى لم يذكرها التاريخ كثيرا.

مسرحية "سيد درويش" يشارك فى بطولتها كوكبة من المواهب التى يستحقون الإشادة مثل رشا سامى بأدائها المتميز وصوتها الجميل أيضا، وشريف عبدالوهاب، والفنان سيد جبر فاهكة العرض وصانع البسمة فى العمل، وقدم شخصية نجيب الريحانى ببراعة وكأننا نشاهد نجيب الريحانى من جديد على المسرح الفنان علاء الحريرى وأيضا من المتميزين محمد عنتر، وماهر عبيد، ويوسف عبيد، وسعيد البارودي، ومحمد الشربينى فى دور بديع خيرى، وسمير الجوكر، وهالة الصباح، عواطف سعيد، وعماد عبدالمجيد، وسامى عوض الله، وجمال ترك، وأشرف عبدالعزيز، وغاده كامل، ودعاء الخولى، ومجدى عبدالعزيز، وإسماعيل شعراوى، وإمام محمد، فاروق الجندى، ربيع الشاهد، مازن تركى» وكوكبة أخرى من الفنانين.

العرض من إنتاج فرقة أنغام الشباب برئاسة الفنان ماهر عبيد، تأليف السيد إبراهيم، ديكور محمد عبدالرازق، ملابس د.نجلاء الفقي، توزيع موسيقى حمادة الحسينى، استعراضات وفيق كمال، إضاءة ابو بكر الشريف، مادة فيلمية ضياء داوود، مخرج منفذ وليد سعد، د.طارق دياب، إخراج أشرف عزب.