تتغير الدنيا وتتبدل الأحوال وسرعان ما يتحول الاحتفال إلى ذكرى والفرح إلى حزن والحى إلى ميت، فبينما كانت النجمة الكبيرة أيقونة الرقى والشياكة تحتفل فى العام الماضى بعيد ميلادها بين صديقاتها وأصدقائها، تمر ذكرى ميلادها اليوم الموافق 6 سبتمبر، وقد رحلت النجمة الجميلة عن عالمنا، وتركت حزنا عميقا فى نفوس الملايين من جمهورها وأصدقائها وأحبابها.
وُلدت الفنانة الكبيرة رجاء الجداوى واسمها الحقيقى نجاة على حسن الجداوى، فى محافظة الإسماعيلية عام 1938، وخالتها الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، التى ورثت عنها رجاء العديد من الصفات.
وتحدثت رجاء الجداوى عن دور خالتها فى تربيتها خلال أكثر من لقاء، قائلة: «والدتى اتطلقت وكنا 5 أشقاء، فقررت خالتى تحية أنها تاخدنى أنا، وكان عمرى 3 سنوات، وشقيقى الأصغر فاروق، لتتولى رعايتنا وانتقلنا من الإسماعيلية للقاهرة، ودخلتنا مدارس فرنسية، وكانت أكثر من أم، وأدين لها بكل حياتى، وبقيت معها حتى سن 14 سنة».
عملت رجاء الجداوى عارضة أزياء، وفى عام 1958 اُختيرت ملكة جمال مصر، ونجحت كعارضة أزياء، وشاركت فى عروض أزياء عالمية، حتى أنها عملت لمدة سبعة أشهر في باريس عارضة أزياء لصالح المصمم العالمى بيير كاردان.
وكانت أول مشاركة فنية لها عندما رشحها المخرج أحمد بدرخان للمشاركة فى فيلم "غريبة" مع الفنانة القديرة نجاة فى العام 1958، وفى العام التالى شاركت مع الفنانة فاتن حمامة فى فيلم "دعاء الكروان"، وقد حظى الفيلم بنجاح كبير، وتم اختياره لتمثيل السينما المصرية فى مهرجان برلين الدولى، وبعده ظهرت الجداوى فى فيلم الكوميديا "إشاعة حب".
وساعدت اللكنة الفرنسية فى ترشيح رجاء الجداوى لأداء الأدوار الأرستقراطية، لكن سفرها الدائم؛ بسبب عروض الأزياء، كان يتضارب مع عملها فى التمثيل، لذلك تأخرت شهرتها كفنانة، ولم تحظ بأدوار البطولة، على الرغم من أنها تمتلك كل المقومات لذلك.
تزوجت رجاء الجداوى حارس مرمى النادى الإسماعيلى ومنتخب مصر الأسبق «حسن مختار» فى 22 نوفمبر 1970، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة أميرة، وتميزت حياتها الأسرية بالاستقرار والهدوء.
وتألقت رجاء الجداوى فى العديد ممن الأدوار السينمائية والتليفزيونية، كما شاركت فى العديد من المسرحيات مع الزعيم عادل إمام، وكانت تحظى بشعبية وجمماهيرية كبيرة.
ورحلت الفنانة الكبيرة فى 5 يوليو الماضى بعد إصابتها بفيروس كورونا وبقائها أكثر من 40 يوما بالمستشفى.