جورج قرداحى: زيارة ماكرون لـ فيروز أثلجت قلوبنا وضربة موفقة للرئيس الفرنسى

جورج قرداحى جورج قرداحى
 
حوار عماد صفوت

الإعلامى اللبنانى جورج قرداحى، واحد من الإعلاميين الذين دخلوا قلوب المصريين منذ أولى تجاربه التى قدمها قبل سنوات طويلة، وهى "من سيربح المليون"، حتى ظل قابعا بداخلهم، خاصة فى ظل تقديمه للعديد من البرامج الاجتماعية المتميزة منها "المسامح كريم"، وغيرها، ليقدم مؤخرا واحد من البرامج المهمة ذات المضمون الهادف وهو "حافظ ولا فاهم"، الذى يعرض على قناة الحياة.

عن أبرز محطاته، وبرنامجه "حافظ ولا فاهم"، ورأيه فيما يدور فى بلده الأول لبنان فى الوقت الراهن، وآرائه فى العديد من القضايا السياسية والإعلامية، تحدث جورج قرداحى لـ"عين".

e63a5281-c3ae-44b2-a6f7-2b63977f0bd5

فى البداية قال الإعلامى الكبير جورج قرداحى، إن برنامج "حافظ ولا فاهم"، يتضمن العديد من النقاط المهمة، أبرزها هو أن هناك منظومة جيدة وحديثة للتعليم فى مصر، مشيرًا إلى أن فكرة البرنامج تتم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وشركة سينرجى المنتجة للبرنامج، مضيفًا أن البرنامج يقوم على اختيار الطلاب المتفوقين فى مرحلة الثانوية العامة برعاية الوزارة، ويخضعون للامتحانات فى كل حلقة، وأسئلة لهؤلاء الطلاب، إلى أن يتم الوصول إلى التصفيات، وصولًا بالنهائيات.

 

وأضاف أن فكرة البرنامج تعتمد على التعليم الحديث والفهم أكثر من الحفظ، حتى تنتج مصر مجموعة من العلماء والمفكرين «فاهمين» وليس حافظين الكتب وخلاص، وهو ما يجعل الطالب مرتبا وقويا فى مرحلة إعداده، لافتًا إلى أن تلك النظرية نادى بها الفلاسفة والاجتماعيون وعلى رأسهم الفيلسوف الفرنسى «مونتن»، فى القرن الـ16، الذى قال «من الأفضل أن تكون رأس الطالب منظمة أكثر من أن تكون محشوة بالمعلومات»، وفى البرنامج نعمل على تلك الفكرة، وهى قوة الملاحظة والتركيز والتفكير والتحليل.

 

وأكد قرداحى، أن فكرة البرنامج هى من أفكار الشركة المنتجة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وهذا لا يمنع أننى وضعت بعض البصمات كاستشارة فقط، بينما الفكرة الأساسية كانت لـ«سينرجى».

 

وأعرب قرداحى، عن سعادته بمستوى ذكاء الطلاب المصريين، بعدما قدم الموسم الأول، ثم الثانى، مؤكدًا أنه فوجئ بمستوى التعليم وذكاء الطالب المصرى سواء بنات أو شباب، خاصة هناك عناية خاصة بهؤلاء الشباب والصبايا حتى يصلوا لدرجة مقبولة وجيدة من درجات الفهم والاستيعاب والتحليل، لافتًا إلى أنه قضى أوقاتًا سعيدة مع الطلاب أثناء التصوير، وكانوا يتحدون معه فى كل الأمور والكتب التى قرأوها وغيرها من الأمور التى سعد بها.

 

وتابع قرداحى، أن هناك فرقا من المحافظات كشفت له براعة شديدة فى التركيز والفهم، وكان اعتمادهم على أن يدرسوا ويتعلموا الكثير قبل كل مسابقة، حتى وصلوا لمراحل متقدمة فى البرنامج، والحقيقة أننى لا أعلم تقديم مواسم أخرى من البرنامج أم لا.

 

وكشف قرداحى، أن خبرته تؤهله أن يعلم جيدًا أن فكرة أى برنامج يسعى إلى تقديمه ستنجح مع الجمهور أم لا، وأحكم على البرنامج من الوهلة الأولى، ولكنى أخطأت فى تقديرى ذات مرة، عندما أسأت التقدير فى برنامج «المسامح كريم»، وكنت أظن أنه سيفشل من بدايته والحقيقة أننى ما كنت أتوقع أن الجمهور العربى يتقبل هذا البرنامج، ولكن حدثت ضجة كبيرة بسبب كم المشاعر والإنسانية التى أظهرها العرب فى ذلك البرنامج، حتى أننى تعلمت أشياء كثيرة منذ أن قدمته، ولاقى نجاحا كبيرا، والحقيقة، تخلل بداخلى ذلك الشعور، بسبب أننى توقعت عدم تواجد قصص مهمة أقدمها للناس، خاصة أن الشعب العربى بطبعه كتوم ولا يحب أن ينشر «غسيله» على الملأ، وهو ما جعل شعور عدم النجاح يتسلل داخلى، ولكن الحمد لله البرنامج لاقى نجاحا ساحقا.

 

وأكد قرداحى، أنه يسعى حاليًا لتقديم برنامج «اجتماعى»، خاصة أن البرامج الاجتماعية تخدم الناس وتقدم لهم الأمور الإنسانية التى يحتاجون لها على حد قوله، والحقيقة أن هناك رغبة شديدة فى تقديم عمل يتناول قضايا الناس وهمومهم.

 

وأوضح قرداحى، أن آراءه سواء السياسية أو غيرها، نابعة من إرادة داخلية، ولم يتخل عنها مهما كلفه الأمر، خاصة أنه يعلم جيدًا ما يقوله، مشيرًا إلى أنه يجب على المرء أن يكون شجاعًا ويكون لديه كرامة فى كل مواقفه، والحقيقة أننى تعودت منذ الصغر أن لا أخاف من أى شىء، حتى الحيوانات المفترسة لا أخاف، وعندما تكون مؤمنا بحالك ومؤمنا بالقدر، فمن المؤكد أنك لا تخاف من شىء، وكشف قرداحى، أنه شعر بالتهديد ذات مرة عندما أصر على موقفه من القضية السورية، وأكد أكثر من مرة على عدم تخريب سوريا، وأخذ مواقف وقتها، متحدثا عن عدم تخريب سوريا لأنها قلب العروبة النابض، موضحا أنه قال: «لا تقربوا على سوريا، وإذا خربتوا سوريا ستخربون لبنان وكل البلاد العربية، وهذا ما حدث بالفعل، ووقتها اتهمونى أننى أرغب فى بقاء نظام بشار الأسد، وهنا تلقيت تهديدات بالقتل وغيرها من التهديدات الرخيصة، حتى وصل الأمر أن أتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتى أنا وعائلتى».

 

وأوضح قرداحى، أنه يشعر بحزن شديد على ما حدث فى لبنان مؤخرا، مشيرا إلى أن اللبنانيين شعروا بخيبة أمل جديدة، فنحن نخرج من «فحرة نقع فى دحديرة» حسبما يقول المثل المصرى، وحسب المثل الفرنسى الذى يقول «إن المصائب لا تأتى فرادا، بينما تأتى جماعة»، وكان عندنا مصيبة وهى وضع الإفلاس فى البلد، والبنوك تصادر فلوس الناس من ودائعهم تعطيهم «بالقطارة»، وكانت كارثة للناس على طول الأمر، ثم وقعنا فى تفجير مرفأ لبنان، وكان كارثى على لبنان والاقتصاد وقدر بعشرات مليارات الدولارات، ويستغرق سنوات ليعود للعمل مرة أخرى، لذلك شىء تعيس أن المسؤولين غائبون عن السمع ومتابعة أوضاع الناس.

 

وتابع قرداحى، أنه يرفض منصب وزير الإعلام اللبنانى فى هذا العهد، ولا يرغب فى تعديل الخطأ ولا التعاون فيه، ويجب أن يكون لدينا قوة كبرى تتحكم فى زمام الأمور، والفرنسيون علاقتنا بهم جيدة للغاية، وزيارة الرئيسى الفرنسى إيمانويل ماكرون كانت مهمة جدا للغاية أمام الناس، وكى تنهض بأى بلد يجب أن تقضى على الطبقة الفاسدة وهو ما فعله الرئيس السيسى منذ توليه القيادة المصرية.

 

وأكد قرداحى، أن زيارة الرئيس الفرنسى للسيدة فيروز، أثلجت قلوب اللبنانيين، وهذه الزيارة كم كان صداها فى قلوب الناس، لأنها مبادرة أكثر من ممتازة ورائعة، أولا بزيارته للسيدة فيروز فى منزلها، ثم بتكريمها وتقديم أكبر وأرفع وسام من الدرجة الرفيعة فى فرنسا لها، وهذا يعد تكريما للبنان بأكملها، لأن السيدة فيروز هى رمز البركة وما بقى غيره فى لبنان، وأنا شخصيًا وكثير من جيلى ومن المثقفين أعتبرها ضربة موفقة للرئيس ماكرون.

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر