فى مثل هذا اليوم الموافق 10 سبتمبر من عام 1949 رحل عن عالمنا الفنان والمذيع والطيار والمنتج أحمد سالم، صاحب المواهب والإنجازات المتعددة والحياة القصيرة المثيرة المليئة بالأحداث.
فهو الممثل الوسيم ابن العائلة الأرستقراطية والطيار الذى درس الطيران فى إنجلترا، وعاد منها عام 1931 وهو يقود طائرته الخاصة، وهو أول مذيع فى الإذاعة المصرية وصاحب عبارة "هنا القاهرة"، وهو مؤسس استديو مصر المنتج والمخرج والممثل صاحب الحياة المثيرة، الذى تزوج 3 من أشهر الفنانات، تحية كاريوكا ومديحة يسرى وأسمهان.
ولد أحمد سالم فى 20 فبراير 1910 فى أبو كبير بمحافظة الشرقية، وبعد عودته من إنجلترا عُين مهندسا لشركات أحمد عبود باشا، ثم عمل مديرا للقسم العربى بالإذاعة المصرية سنة 1932م، وكان أول من نطق بالجملة التى نسمعها حتى اليوم "هنا القاهرة".
وظل أحمد سالم فى الإذاعة يقدم العديد من البرامج التى تعلق بها الجمهور، ولكن لم تكن هناك وسائل للتسجيل فذهب كل هذا الإنتاج والتراث.
أعجب طلعت حرب باشا بمواهب أحمد سالم، وطلب منه أن يتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما، وبناء استوديو كبير يكون مصريا خالصا، وبالفعل قدم أحمد سالم استقالته، وتفرغ لبناء استوديو مصر على أحدث نظام للاستوديوهات وقتها، وقدم باكورة إنتاجه، وهو فيلم "وداد" لأم كلثوم، وأنتج العديد من الأفلام الناجحة، وتولى بعدها منصب المدير العام للقسم الهندسى لشركات بنك مصر ومدير عام مطبعة مصر.
اكتشف أحمد سالم عددا من نجوم الفن، منهم الفنانة الحسناء كاميليا، وكانت حياته الزوجية مع أسمهان مثيرة، سادتها أحداث ساخنة، حيث تعرف عليها أثناء زيارته للقدس، وأحبها بجنون، وتزوجها وعادا إلى مصر، ولكن دبت الخلافات بينهما؛ بسبب غيرته الشديدة وطبيعة أسمهان المتمردة، حتى أنه حاول قتلها بالرصاص حين عادت للمنزل فى وقت متأخر، فينشب شجار بينها وأشهر فى وجهها السلاح، وطلبت صديقتها النجدة، تبادل سالم إطلاق النار مع الشرطة، فأصابته رصاصة فى صدره، واستطاع الأطباء إنقاذ حياته.
وقبل وفاة أسمهان بأشهر قليلة حدث الطلاق بينهما، وأُثيرت الشائعات لاتهامه بأنه وراء مقتلها.
وظل أحمد سالم يعانى من أثر الرصاصة التى أصابته حتى تعرض فى 10 سبتمبر عام 1949 لآلام مبرحة توفى على أثرها عن عمر 39 عامًا.