كانت قصة حب وزواج بليغ حمدى الذى تحل ذكرى وفاته اليوم الموافق 12 سبتمبر من الفنانة وردة الجزائرية من أشهر قصص الحب والزواج التى أسفرت عن العديد من الروائع الفنية والغنائية التى شدت بها وردة، والتى ترجمت تفاصيل قصة الحب الكبيرة التى جمعتها والتى تشبه قصص الحب الرومانسية الشهيرة، حيث امتلأت باالعديد من التفاصيل التى لم تتكرر فى غيرها.
وبدأت العلاقة الفريدة قبين بليغ ووردة بل اللقاء، حينما استمعت الفتاة الجزائرية التى لم يتجاوز عمرها 16 عاما إلى أغنية "تخونوه" للفنان عبد الحليم حافظ من فيلم الوسادة الخالية، الذى شاهدته فى إحدى صالات السينما بفرنسا حينما كانت تقيم مع أسرتها هناك، أعجبتها الأغنية لدرجة جعلتها تتعلق بملحنها دون أن تراه، فعزمت على أن تلتقيه إذا سمحت الظروف.
وحانت لحظة اللقاء، حينما دُعيت الشابة جميلة الصوت وردة للحضور إلى مصر، فشعرت وقتها بالسعادة لأنها ستلتقى بليغ حمدى، ملحن أغنية "تخونوه" التى تحبها.
وحكى الإعلامى الراحل وجدى الحكيم أن شرارة الحب انطلقت مع اللقاء الأول بين وردة وبليغ حمدي، عندما ذهب لتحفيظها أول لحن "يا نخلتين فى العلالى"، وقال الحكيم إن بليغ أخبره أنه لأول مرة يهتز حين يرى امرأة، عندما سلّم على وردة.
وأكد وجدى الحكيم، أن بليغ اصطحبه هو ومجدى العمروسى كى يتقدم لخطبة وردة، ولكن والدها رفض استقبالهم على باب المنزل. ورغم رفض أسرة وردة زواجها من بليغ، ظل حبه لها مشتعلا، حتى بعدما عادت مع عائلتها للجزائر، وأصرّت أسرتها على زواجها من قريبها، وحتى بعدما أنجبت ابنيها وداد ورياض وابتعدت عن الفن، ومرّت عشر سنوات دون أمل.
بعد سنوات من ابتعاد وردة عن الفن، سافر عدد من الفنانين المصريين إلى الجزائر للاحتفال بعيد الاستقلال، فذهبت وردة للقائهم فى الفندق، وكان من بين الحضور هدى سلطان ومحمد رشدى وبليغ حمدي، الذى أمسك بالعود وجاءته فكرة أغنية "العيون السود"، التى كتب عددا من أبياتها فى هذا التوقيت، وبعدها بعام ونصف العام انفصلت وردة عن زوجها، وعادت إلى مصر وغنّت "العيون السود" فى 1972، التى أكمل كتابتها الشاعر محمد حمزة بأفكار بليغ، وقال عنها وجدى الحكيم أنها جسدت قصة حب وردة وبليغ وعبر فيها العاشق الولهان عن مشاعره.
وبعدما عادت وردة إلى مصر، تُوجِّت قصة الحب بالزواج، إذ عُقد القران فى منزل الفنانة نجوى فؤاد، وغنّى فيه العندليب الأسمر أغنية "مبروك عليك يامعجبانى"، واستمر زواج وردة وبليغ 6 سنوات.
وغنّت وردة أجمل أغانيها من ألحان بليغ، ومنها: العيون السود، وخلّيك هنا، وحكايتى مع الزمان، واشتروني، وغيرها.
ولكن بسبب الغيرة واعتياد وردة على الحياة الأسرية التى لم يعتدها بليغ، وقع الطلاق بينهما، ما تسبب فى تدهور حالة بليغ الصحية والنفسية، حتى أنه كاد يُصاب بالاكتئاب، كما أصيبت وردة بعد الطلاق بانفجار الزائدة الدودية وكادت تفقد حياتها. وكتب بليغ حمدى أغنية بودعك، وطلب من وردة أثناء مكالمة تليفونية من منفاه فى فرنسا أن تغنّيها، لكنها تردّدت بعض الشيء.
ورغم الطلاق، إلا أن مشاعر الحب والمودة ظلت مستمرة، وظل بليغ يحب وردة إلى آخر يوم فى حياته، حتى أن ابن شقيقه قال إنه كان يردد اسمها قبل وفاته فى 1993.
وقال وجدى الحكيم، إن الفنانة وردة ندمت على الانفصال عن بليغ، وقالت له: «تعاملى مع بليغ بعد انفصالنا خلانى ندمت على الانفصال، ولو كنت عرفت بليغ زى ما عرفته بعد الانفصال كانت الحياة استمرت بينا".
وغنّت وردة أغنية "بودعك" التى كانت آخر أغنية جمعتها مع بليغ، وبعد وفاته أصيبت بحالة اكتئاب شديدة، وظلّت فى كل لقاءاتها تتحدث عنه، إلى أن توفيت فى عام 2013، بعد عشرين عاما من وفاته.