فى مثل هذا اليوم الموافق 14 سبتمبر من عام 1980 رحل عن عالمنا الفنان الكوميدى الكبير حسن فايق، صاحب الضحكة المبهجة والمميزة، والأدوار التى رسمت الابتسامة على وجوه الملايين، بعد حياة حافلة بالفن، لم يكن خلالها مجرد فنان كوميدى فحسب، بل كان فنانا متعدد المواهب يؤلف ويلحن، وكان رائدا من رواد فن المونولوج، وكوّن فرقة مسرحية، وشارك فى معظم الفرق المسرحية الكبيرة.
ولد حسن فايق فى 7 يناير عام 1898 بالإسكندرية، وعشق الفن منذ طفولته، حيث كان والده صديقا لسلامة حجازى، وبدأ مسيرته الفنية فى عمر 16 عاما بعد وفاة والده مع فرق الهواة، كما كان يلقى المونولوجات التى يؤلفها ويلحنها بنفسه.
ثم انضم لعدد من الفرق المسرحية، منها فرق عزيز عيد وجورج أبيض والريحانى ويوسف وهبى، وكوّن فرقة مسرحية خاصة به، وكان يحصل على أعلى أجر فى فرقة الريحانى، وهو مبلغ 15 جنيها، ثم انضم لفرقة إسماعيل يس، ومنها إلى فرقة التليفزيون، التى لم يمكث بها كثيرًا.
وتألق حسن فايق فى المسرح والسينما وشارك فى حوالى 160 فيلما سينمائيا، اشتُهر فيها بأدائه المبهج وضحكته المميزة.
كان حسن فايق موهوبا فى فن المونولوج، حيث كان يؤلف ويلحن المونولوجات التى تنتقد الأوضاع ويؤديها أو يمنحها لغيره، كما شارك بفنه فى المظاهرات ومقاومة الاستعمار الإنجليزى، حيث كان يشارك بمونولوجاته التى تثير الحماسة وتنتقد الاستعمار فى المظاهرات حتى أنه عندما كان مريضاً عام 1919 أرسل سعد زغلول عددا من المتظاهرين كى يحملوه على الأعناق، ليلقى مونولوجاته الساخرة على الثوار.
وكان حسن فايق أول من قدّم عملاً فنيًّا يدعو للتعايش السلمى بين المسلمين والمسيحيين أثناء ثورة 1919، وكان يحمل اسم "أحمد وحنا".
تزوج حسن فايق مرتين؛ الأولى من أم بناته التى عاش معها أربعين عاما، وأنجب منها ابنتيه "وداد" و"عليا"، وبعد وفاتها تزوج للمرة الثانية من فتاة تصغره فى السن، وهى التى لازمته فترة مرضه.
وبدأت رحلة أحزان حسن فايق عندما أصيب بالشلل النصفى الذى أقعده عن العمل، فابتعد لسنوات طويلة عن الأضواء حتى نسيه زملاؤه، وعانى من الوحدة والعزلة والاكتئاب لمدة 15 عاما، إلى أن رحل عن عالمنا بعد رحلة حافلة عام 1980.