عادة ما تخصص الشعوب والدول أياما ومناسبات وطنية للاحتفال بإحدى المناسبات التراثية المرتبطة بيوم استقلال أو ذكرى انتصار فى أحد الحروب أو احتفالا دينيا سنويا أو غيره، إلا أن الغريب هو أن دولة أستراليا جعلت يوما وطنيا للحزن للاحتفال به سنويا وجعلوه يوما وطنيا.
فى 26 مايو من كل عام بدءا من 1998، أطلقت الحكومة الأسترالية ما يعرف بـ"يوم الاعتذار الوطنى" أو "يوم الحزن الوطنى" وهو ذكرى اعتذارها للسكان الأصليين بسبب ما تسبب به الاستعمار البريطانى والسلطة الأسترالية لهم، وبخاصة "الأجيال المسروقة" من السكان الأصليين الذين انتزعوا بالقوة من أسرهم ومجتمعاتهم فى الصغر بموجب سياسات الاستيعاب السابقة. ولا يعد هذا اليوم يوم عطلة رسمية فى أستراليا، غير أن بعض زعماء السكان الأصليين ينادون بذلك.
وذكر الموقع أن هناك تقريرا بارزا صدر عام 1997 أوضح أن ما يتراوح بين واحد من ثلاثة، وواحد من عشرة من أبناء السكان الأصليين انتزع من عائلته فى الفترة بين عام 1910 وعام 1970 وأوصى التقرير بتقديم اعتذار، ولكن الحكومة المحافظة السابقة بقيادة جون هاوارد رفضت الاعتذار وعرضت فقط الإدلاء ببيان يبدى الندم قائلة إن الأجيال الحالية يجب ألا تتحمل مسئولية تصرفات الحكومات السابقة. ويمثل السكان الأصليون وعددهم 460 ألف نسمة اثنين بالمائة من التعداد السكانى فى أستراليا البالغ 21 مليون نسمة ولكنهم أكثر من يعانون فى البلاد إذ ترتفع وسطهم معدلات وفاة الأطفال والبطالة كما يزيد بينهم عدد السجناء ومدمنى المخدرات والخمور.