فى بيتها استقبلتنا فى لقاء حصرى احتفلنا فيه معها بعيد ميلادها وأهديناها باقة ورد ودرع رمزى تكريماً وعرفاناً بما دمته للوطن وللفن.
أم جادت بدماء ابنها فداءا للوطن وفنانة تحاملت على أحزانها لتغنى وقلبها ينزف حزناً على فلذة كبدها لتحمس أمهات الأبطال وتبث فيهم مشاعر الفخر بأبنائهن سواء من استشهد منهم أو من حارب وعبر وانتصر.
غابت لسنوات عاشتها فى عزلة بعيدة عن الأضواء حتى اختصت اليوم السابع بلقاء حصرى ، فذهبنا نحمل باقة ورد وحب وعرفان وشكر لأم البطل شريفة فاضل.
اعتذرت عن التقاط صور مفضلة أن تحتفظ بصورتها التى يعرفها الجمهور بها قبل أن يترك الزمن أثاره على صحتها وصورتها الجديدة، فاحترمنا رغبتها ، وأرادت أن تكتفى بأن تطمئن جمهورها من خلال صوتها فقط الذى عشقه الملايين ، وسمحت لنا أن نلتقط ما نشاء من صور لبيتها ومقتنياتها وصورها التى تزين كل أركان البيت فى مراحل عمرها المختلفة ومع أقرب الناس إليها ، صور ابنها الشهيد سيد من زوجها الأول الخرج والمؤلف السيد بدير، وصور لزوجها الراحل اللواء على زكى، وأحفادها ، ووالدتها ، وبعض التكريمات التى حصلت عليها، وبعض الألات الموسيقية التى كانت تعزف عليها ومنها بيانو وعود.
طمأنت أم البطل الجمهور على حالتها الصحية وشكرت اليوم السابع ووجهت كلمة لأمهات الأبطال والشهداء ، مؤكدة أنهن رمز لتضحيات الأمهات الدائمة فى السلم والحرب.
وأشارت الفنانة الكبيرة إلى أنها تفخر بكونها أم بطل وشهيد وتدعو بالصبر لأمهات الشهداء، مؤكدة أنهن يقدمن أعظم تضحية للوطن ، وأنها أصرت على تقديم أغنية أم البطل كهدية لكل أمهات الأبطال وهى أول أغنية تعبر عن مشاعر أم البطل.
ولدت أم البطل شريفة فاضل فى 15 سبتمبر عام 1938، وهى حفيدة المقرئ أحمد ندا شيخ المقرئين ومؤسس دولة التلاوة، واسمها الحقيقى فوقية محمود أحمد ندا.
انفصل والداها، وتزوجت والدتها من إبراهيم الفلكى أحد أثرياء مصر، الذى أطلق اسمه على ميدان الفلكى الشهير، وعاشت مع والدتها وزوجها فى عوامة بالنيل ، وكان يزورهم كبار الأثرياء ورجال الدولة ومنهم الملك فاروق، الذى استمع إلى صوتها وهى طفلة فصفق لها، وسمعها رجل الأعمال الشهير «السيد ياسين» صاحب مصنع الزجاج الشهير ، فاقترح على والدتها وزوجها أن تدخل المجال الفنى كمطربة فى فيلم من انتاجه، وهو فيلم «الأب»، لتبدأ شهرتها ومشوارها الفنى ، وبعدها التحقت بمعهد التمثيل والإذاعة قبل أن تكمل سن 13 عامًا.
فى منتصف الخمسينيات تزوجت شريفة فاضل من الفنان السيد بدير المخرج والمؤلف والممثل، رغم فارق السن وأنجبت منه ولدين «سيد، وسامى».
وتوالت نجاحاتها وأعمالها ، التى تعتبر علامات فى تاريخ الطرب، ومنها «فلاح كان فايت بيغنى»، «حارة السقايين»، «وأه من الصبر وأه»، و«أمانة يا بكرة»، «وأه يالمكتوب» و«الليل » وغيرها من الأغنيات والأفلام ، وحازت لقب سلطانة الطرب لجمال صوتها وأدائها شخصية منيرة المهدية، التى أسندها لها مخرج الروائع حسن الإمام، وبسبب الغيرة الشديدة انفصلت عن الفنان سيد بدير، وتزوجت بعد من اللواء طيار على زكى وأنجبت منه ابنها تامر.
حازت شريفة فاضل شهرة واسعة ونجاحا كبيرا وكان يطلبها الرؤساء والملوك فى الحفلات، فأحيت حفل زفاف هدى عبدالناصر ، وكان السادات يطلبها فى كل الحفلات، حتى قيل إنها غنت له خصيصا أغنية «أسمر ياسمارة ياابو دم خفيف» ، كما كانت تحظى بمكانة كبيرة عند الملوك والرؤساء العرب ومنهم الملك الحسن ملك المغرب.