غربى الملامح مصرى الروح والأصل، ذلك الوجه الطيب الذى تمر اليوم ذكرى رحيله الثانية تاركًا أعمالا خالدة فى أذهان المصريين، إنه الفنان جميل راتب صاحب النقلات البارعة بين شخصياته ما بين الطيبة والشر أو الجمع بينهما فى أدوار مركبة ساعده على تجسيدها ثقافته الواسعة.
يؤكد تاريخ السينما المصرية أن البداية الفنية الحقيقية كانت فى مصر عندما شارك عام 1946 فى بطولة الفيلم المصرى "أنا الشرق" الذى قامت ببطولته الممثلة الفرنسية كلود جودار مع نخبة من نجوم السينما المصرية فى ذلك الوقت منهم: جورج أبيض، حسين رياض، توفيق الدقن، سعد أردش، بعد هذا الفيلم سافر إلى فرنسا ليبدأ من هناك رحلته الحقيقية مع الفن.
الفنان الراحل جميل راتب عمل مع كبار النجوم أبرزهما الزعيم عادل إمام والجوكر محمد صبحى، وكان لتجربة كل منهما أثرا فى نفس جميل راتب، وحينما سألته راغدة شلهوب فى مقابلة ببرنامجها "فحص شامل" عن الفرق بين العمل مع محمد صبحى وعادل إمام قال جميل راتب: "فرق كبير جدا عادل إمام يرى نفسه هو الزعيم فلا يقترب أحد منه أثناء التصوير، أما محمد صبحى فالأمر معه مختلف فهناك تفاهم بينه وبين الممثلين ونشعر أننا كالعائلة، أما مع عادل إمام الواحد بيخاف"، مشيرا إلى أن التعامل مع محمد صبحى أكثر راحة عن التعامل مع عادل إمام.
وحينما خيرته راغدة شلهوب بين عمل لمحمد صبحى وآخر لعادل إمام أيهما يختار، أجاب بأنه يختار العمل الذى يحتوى على مضمون وجدية وإن تساوى النصين فى أهمية المحتوى سأختار العمل مع محمد صبحى، قائلا: "مقدرش يعرض عليا عمل وأرفضه لأن العلاقة بينا علاقة صداقة".
وحكى جميل راتب أنه تحدث من قبل مع عادل إمام وفسر له لماذا يفضل العمل مع محمد صبحى، ومن ضمن الأسباب أن صبحى يقدم أعمالا ذات مضمون اجتماعى، ووقتها رد عليه إمام بأنه أيضا يقدم أعمال بها مضمون مثل مسرحيته "الواد سيد الشغال"، لكن جميل راتب لا يرى نفس الأمر.