المسحراتى شخصية توارثها المصريون منذ العهد العثمانى لتكون أحد أهم ما يميز شهر رمضان عن باقى أشهر العام، فمنذ زمن والمصريون قد تعودوا الاستيقاظ لتناول وجبة السحور على صوت المسحراتى وطبلته الشهيرة، التى مع دقاتها تتناثر البهجة فى قلوب المستيقظين من أجل التأهب لصيام اليوم التالي، وكان للمسحراتى فى الإذاعة والتلفزيون مذاق خاص فهو صاحب صوت عذب، وأنغام مرتبة موزونة، وكلمات تزرع البهجة وترفع الهمم لصيام يوم جديد.
كان للفنان عبد العزيز محمود السبق فى تقديم شخصية المسحراتى من خلال الأغانى الدينية التى قدمها عبر أثير الإذاعة المصرية، ثم تلاه الراحل محمد فوزى، الذى كان من أبرز الشخصيات التى أدت دور المسحراتى فى الإذاعة المصرية، ومن أهم ما غنى أغنية "السحور" من تأليف بيرم التونسى سنة 1954.
محمد فوزي
عبد العزيز محمود
وتقول كلمات الأغنية: "أنا أمدح المولى الغفور الودود، إللى اتجلت رحمته فى الوجود، الأرض والسماوات علىَّ شهود، أشهد له سبحانه بعز سلطانه، ومن صميم قلبى أشكر له إحسانه، يا مؤمنين سبحوا الله سبح إله العرش واخضع إليه، هو الوحيد إللى أنت رزقك عليه، الملك والملكوت عطية أيديه، سبحانه من خلى الأهلة تدور، والشهر بالخيرات علينا يدور".
أما سيد مكاوى فكان أشهر وأهم مسحراتى فى تاريخ الإذاعة المصرية، إذ كانت الإذاعة تحرص خلال شهر رمضان على تقديم حلقات المسحراتي، متعهدة لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات وفى العام الذى أسندت الإذاعة لسيد مكاوى تلحين عدد من حلقات المسحراتى، اشترط أن يقوم هو بغنائها بعد أن قرر الاستغناء نهائياً عن الفرقة الموسيقية، وتقديم المسحراتى بالطبلة التى كانت ميزة تلك الشخصية منذ العهد العثماني، فحققت نجاحاً كبيراً مما دفع الإذاعة فى العام الذى يليه للإستغناء عن كل الملحنين المشاركين فى ألحان المسحراتى، وتم إسناد العمل كاملاً لسيد مكاوى، ثم بدأ سيد مكاوى فى تقديم المسحراتى مع الشاعر فؤاد حداد وظل يقدم تلك الشخصية بنفس الأسلوب، حتى قدمت فى التليفزيون، وكتب لها السيناريو حسن فؤاد، وظلت تذاع عدة سنوات.
سيد مكاوى