تحل، اليوم ذكرى وفاة عملاق المسرح وأحد رواد الفن الفنان الكبير يوسف وهبى، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم من عام 1982، بعد أن أعطى الكثير للفن فى كل مجالاته "تمثيل وتأليف وإنتاج وإخراج مسرحى وسينمائى" وقضى عمره عاشقا للفن حتى آخر لحظات حياته، وتخرج من مدرسته وفرقته فرقة رمسيس العديدد من رواد الفن وعمالقته.
وفيما يلى عددا من المعلومات التى قد لا يعرفها الكثرون عن الفنان الكبير يوسف وهبى..
ولد يوسف بك وهبى فى مدينة الفيوم على شاطئ بحر يوسف فسماه والده عبد الله باشا وهبى الذى كان يعمل مفتش رى بالفيوم "يوسف" تيمنا باسم سيدنا يوسف الصديق، وكان ينتمى لعائلة من أعيان الفيوم ولا زالت آثارها بالمحافظة حتى الأن ومنها "مسجد عبد الله بك" أحد أكبر المساجد بالفيوم.
-كانت بداية علاقته بالتمثيل عندما شاهد فرقة الفنان اللبنانى "سليم القرداحى"، وبدأ هوايته بإلقاء المونولوجات وأداء التمثيليات بالنادى الأهلى والمدرسة، لكن والده وعائلته أرادت إبعاده عن هذا المجال الذى رأت فيه عارا على العائلة، حيث كان ينظر إلى الممثل على أنه شخص لا يعتد به ولا بشهادته أمام المحاكم، لكنه أصر على موقفه والتحق بالعمل فى السيرك، حيث عمل مصارعًا فى (سيرك الحاج سليمان) وتدرب على يد بطل الشرق فى المصارعة آنذاك المصارع عبد الحليم المصرى.
-ومع إصرار يوسف وهبى على موقفه فى العمل بالفن، طرده والده، فهرب إلى إيطاليا بإغراء من صديقه القديم محمد كريم، وغير اسمه إلى رمسيس، وتتلمذ على يد الممثل الإيطالى كيانتونى، وعاد إلى مصر سنة 1921، بعد أن وصله خبر وفاة والده الباشا، والذى ترك له ولأخوته ثروة كبيرة.
-قال الفنان الكبير يوسف وهبى، إن اسمه نشر لأول مرة عام 1916 فى جريدة المقطم، حيث كان فارس نمر أحد أصحاب الجريدة ويكتب صديقاً لوالده، وكتب ذات مرة يصف فيها مأساة أب يبكى على مستقبل ابنه الذى أصابه الجنون وعشق «التشخيص» أى فن التمثيل الذى كانت ترفضه العائلات الكبيرة، وقال فى مقاله: «إن لصديقنا عبدالله وهبى ولدا اسمه يوسف، صغير السن ولكنه أصيب بالجنون ويريد أن يشتغل بالتشخيص».
كان يوسف وهبى ينوى تجسيد شخصية سيدنا محمد فى فيلم سينمائى عام 1926 وواجه معارضة وهجوما شديدا وصل إلى حد التهديد بسحب جنسيته، وكانت هذه المحاولة سببا فى إصدار الأزهر لفتواه بتحريم تجسيد الأنبياء والصحابة، ووقتها قال يوسف وهبى إنه وافق على القيام بالدور بهدف الدعوة التعريف بالرسول الكريم والدين الإسلامى، وتحدث عن قصة الاتفاق على الفيلم، قائلا: «زارنى بمسرح رمسيس الأديب التركى وداد عرفى، وقدم لى شخصا يدعى الدكتور كروس، وأفهمنى أنه شخصية لها وزنها، وأنه رسول عاهل تركيا الرئيس أتاتورك ومستشاره الخاص وجنسيته ألمانية، وطلب منى أن أحدد موعدًا معه لأمر مهم جدًا، وعلمت فى اللقاء أن (كروس) يمثل مؤسسة سينمائية ألمانية مشهورة، وأنه حصل على موافقة رئيس الجمهورية التركية لإنتاج فيلم إسلامى ضخم كدعاية مشرفة للدين الإسلامى الحنيف وعظمته وسمو تعاليمه، تشارك فى نفقاته الحكومة التركية باسم محمد "صلى الله عليه وسلم" وأنه أعد السيناريو، وصرحت بتصويره لجنة من كبار علماء الإسلام فى استانبول"
وواجه يوسف وهبى ضغوطا كبيرة وفتحت عليه أبواب جهنم، خاصة بعد تداول أخبار بأنه وقع عقد الفيلم، وأرسل شيخ الأزهر خطابًا إلى وزارة الداخلية يطالبها بالتحقيق معه ومنعه من القيام بالدور حتى لو اقتضى الأمر منعه من السفر، كما طالب بأن تخاطب مصر حكومة باريس، لمنع تمثيل هذه الرواية، واستدعت وزارة الداخلية يوسف وهبى وحققت معه وأرسلت ردًا للمشيخة يؤكد فيه أنه سيعتذر فى الصحف عن قبول الدور، وأرسل الملك فؤاد تحذيرًا شديدًا ليوسف وهبى، وهدده بسحب الجنسية.
وانتهى الموضوع بأن أصدر يوسف وهبى بيانا قال فيه: "بناء على قرار أصحاب الفضيلة العلماء واحترامًا لرأيهم السديد، أعلن أننى عدلت عن تمثيل الدور وسأخطر الشركة بعزمى هذا".