أحيانا يكون للقدر والصدفة دور كبير فى حياة الإنسان، وقد يتسبب موقف عابر فى تغيير مسار الإنسان واتجاهه إلى طريق بعينه، وهكذا كانت بعض الصدف والأشخاص فى حياة نجوم الزمن الجميل، تأثروا بها وغيرت حياتهم، ولفتت انتباههم إلى موهبتهم الفنية ودفعتهم إلى طريق الفن.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1956 نشرت المجلة موضوعا تحت عنوان "رجل تأثرت به"، تحدث خلاله عدد من نجمات الفن عن صدف ورجال كان لهم تأثير كبير فى حياتهن واتجاههن للفن وطريق الشهرة.
ومن هؤلاء الفنانات النجمة تحية كاريوكا، التى أشارت إلى أنها بعد هروبها من أسرتها فى الإسماعيلية؛ بسبب تعذيب شقيقها وتقييده لها وحلق شعرها، كان همها الأول عندما وصلت القاهرة ليلاً أن تجد مأوى تقضى فيه ليلتها الأولى، وساق لها القدر فى تلك الليلة أحد موظفى مسرح كازينو بديعة مصابنى.
واستطاع هذا الرجل أن يلعب دورا مهما فى حياة كاريوكا، فقد قادها إلى كازينو بديعة، وكان هذا الرجل يحكى لها العديد من التجارب عن حياة الراقصات فى شارع عماد الدين، ثم ساعدها بعد ذلك واصطحبها إلى الترزى، الذى أعد لها أول بدلة رقص.
وكانت تحية تشعر نحو هذا الرجل بإحساس الأخ الأكبر العطوف الذى يساعدها، وتلجأ له دائما، حيث كان يغمرها بالعطف والحنان والمساعدة، ولم يكن يبدو من تصرفه معها أنه يحبها الحب الرومانسى، واكتشفت حبه لها بعد وفاته، حيث كان يحبها من أعماقه، ولكنه كان يخشى مصارحتها بسبب فارق السن بينهما.
وحزنت عليه كاريوكا حزنا شديدا، وظلت طوال حياتها تذكر مساعداته وعطفه عليها، وكيف أنقذها من الضياع فى القاهرة وهى ما زالت صبية هاربة من أسرتها.