يجيد الكثيرون من نجوم الفن ما يعرف بخطف الكاميرا أو سرقة الكاميرا ممن حوله من الفنانين الذين يجمعهم مشهد واحد، فيستطيع أحدهم أن يكون الأبرز والأكثر لفتا لانتباه المشاهد بأدائه وقدرته على أن يطغى بشخصيته على باقى زملائه، سواء بتصرف معين أو حركة معينة أو غير ذلك، وهو ما أطلق عليه السينمائيون مصطلح سرقة الكاميرا.
ولا يستطيع أن يفعل ذلك سوى فنان ذو قدرات وموهبة كبيرة وعلى علم ودراية بفنون التصوير والإضاءة، لذلك أتقن فن سرقة الكاميرا عدد كبير من نجوم الزمن الجميل، خاصة أن التصوير السينمائى وقتها لم يكن يعتمد على الخدع أو التقنيات الحديثة كما هو معروف الآن وإنما كان يعتمد بشكل كبير على قدرات وموهبة فريق العمل من فنانين ومصورين ومخرجين.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1953 نشرت المجلة موضوعا عن الفنانين الذين اشتهروا بسرقة الكاميرا والمواقف التى تعرضوا لها تحت عنوان: "عندما يسرق الممثلون الكاميرا".
وكان الفنان الكبير زكى رستم خبيرا بأساليب سرقة الكاميرا، ولكنه لم يكن يلجأ لذلك إلا حين يقف أمام فنان يستخدم هذا الفن، وحدث ذات مرة أن كان يعمل فى أحد الأفلام مع الفنانة الكبيرة أمينة رزق، ولاحظ أنها كانت تحاول أن تسرق منه الكاميرا فى بعض المشاهد، فاضطر أن يلجأ إلى طريقته فى سرقة الكاميرا، فصاحت أمينة رزق قائلة: "جرى إيه يا أستاذ أنت جاى تعرج فى حارة المكسحين"، فابتسم زكى رستم وقال لها: "أعمل إيه وأنا شايفك بتبيعى المية فى حارة السقايين"، وردت الفنانة الكبيرة بقبول التحدى وقالت: "وهو كذلك"، وظل عملاقا الفن طوال المشاهد بينهما يتباريان فى القدرة على سرقة الكاميرا.