يجيد الكثيرون من نجوم الفن ما يعرف بخطف الكاميرا أو سرقة الكاميرا ممن حوله من الفنانين الذين يجمعهم مشهد واحد، فيستطيع أحدهم أن يكون الأبرز والأكثر لفتاً لانتباه المشاهد بأدائه وقدرته على أن يطغى بشخصيته على باقى زملائه، سوى بتصرف معين أو حركة معينة أو غير ذلك، وهو ما أطلق عليه السينمائيون مصطلح سرقة الكاميرا.
ولا يستطيع أن يفعل ذلك سوى فنان ذو قدرات وموهبة كبيرة وعلى علم ودراية بفنون التصوير والإضاءة، لذلك أتقن فن سرقة الكاميرا عدد كبير من نجوم الزمن الجميل، خاصة وأن التصوير السينمائى وقتها لم يكن يعتمد على الخدع أو التقنيات الحديثة كما هو معروف الأن وإنما كان يعتمد بشكل كبير على قدرات وموهبة فريق العمل من فنانين ومصورين ومخرجين.
ومن النجمات اللاتى احترفن وبرعن فى فن سرقة الكاميرا الفنانة الكبيرة هند رستم والتى حكت ابنتها بسنت رضا فى حوار خاص أجريناه معها العديد من المواقف التى جمعتها بعمالقة الفن واستطاعت والدتها أن تسرق منهم الكاميرا.
وقالت ابنة الفنانة هند رستم : "كانت أمى تبتكر وتستطيع أن تخطف العين من أى فنان أمامها وهو ما حدث مع الفنان الكبير محمود المليجى".
وتابعت: "فى فيلم رحمة من السما كان لأمى مشهد مع الفنان محمود المليجى فى المستشفى وكان يحدثها بأن تقنع طفلة بأنها والدتها لأن الطفلة تعانى من صدمة بعد وفاة والدتها، فوجدت والدتى بجوار السرير فازة بها ورد فأخذت منها وردة، وهو يتكلم وظلت تقطع أوراقها ولم يكن هذا مكتوب فى السيناريو ولكن والدتى أتقنت المشهد، فقال المخرج «استوب هايل».
وتكمل الابنة ضاحكة: «بعد المشهد جرى الفنان محمود المليجى وراءها وهى تقول له «حرمت مش هاعمل كدة تانى»، فربت على كتفها وقال لها انتى ممثلة عظيمة لأنها استطاعت أن تسرق منه الكاميرا، وهذه شهادة كبيرة من فنان عملاق».
كما أشارت ابنة هند رستم إلى العديد من المناوشات التى حدثت بين والدتها والفنانة فاتن حمامة أثناء تصوير فيلم لا أنام بسبب قدرة هند على سرقة الكاميرا، قائلة: "كان المشهد الشهير الذى يجمع والدتى بفاتن حمامة فى الفيلم بمثابة مبارزة فنية وهو المشهد الذى تخبر فيه الابنة زوجة أبيها أنها اكتشفت خيانتها، فتتحدث معها زوجة الأب فى تحد واستفزاز".
وأضافت :"وكان أمى تستطيع سرقة الكاميرا من أى فنان أمامها، وتبتكر وتضيف للسيناريو فأمسكت بحذائها أثناء التحدث مع ابنة زوجها فى الفيلم، فانبهر المخرج وأعجبه المشهد وبعد انتهائه اعترضت فاتن حمامة».
تضحك الابنة وهى تتحدث عن ذكاء والدتها وقوة شخصيتها قائلة: «ماما عملت المشهد واستبدلت حركة رفع الحذاء بنفخ دخان السيجارة فى وجه ابنة الزوج وقالت للمخرج اختاروا أى المشهدين الحذاء أو السيجارة ومش هاعيد تانى، فقرر المخرج اختيار مشهد الحذاء».