يحتفى مهرجان الجونة السينمائى فى دورته الـ4 بالأسطورة تشارلى شابلن حيث يعرض المهرجان فيلم The Kid على الشاشة بينما تعزف موسيقاه الحية فى القاعة بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، وهى النسخة المرممة حديثًا من خلال مؤسسة تشارلى شابلن، وذلك بمناسبة قرب مرور 100 عام على إنتاج الفيلم.
تشارلى شابلن والذى ولد شارلى، فى ضاحية "والوورث" وهى الأكثر فقرا وبؤسا فى لندن فى 16 إبريل 1889م، هو واحد من عظماء صناعة السينما، كان والده مغنياً وممثلا، وكانت أمه مغنية وممثلة من أصل يهودى، تعرف باسم ليلى هارلى، وقد انفصل والداه قبل أن يبلغ تشابلن 3 سنوات، وقدم شابلن الكثير من الأعمال ما بين صامت وناطق أثبت من خلالها أنه عبقرى الكوميديا الذى أدهش الملايين فى العالم، وشارك الفنان تشابلن فى تأسيس شركة التوزيع "يونايتد آرتيست"، التى جعلته يتحكم بأفلامه بشكل كامل، خاصة وأنه مخرج وملحن وكاتب سيناريو، وكان فيلم " The Kid "، وهو واحد من 6 أفلام تم إضافتهم إلى السجل الوطنى للفيلم الأمريكى وهم المهاجر (1917)، وحمى الذهب (1925)، أضواء المدينة (1931)، الأزمنة الحديثة (1936)، والدكتاتور العظيم (1940).
فيلم " The Kid"، من إخراج وسيناريو وموسيقى شابلن وتدور أحداثه فى إطار كوميدى اجتماعى عن طفل لقيط الذى تتركه والدته الفقيرة فى الشارع لأنها لا تستطيع إعالته، أملا فى أن يعتنى به شخص آخر أكثر رخاء، فيعثر عليه شابلن ويعتنى به رغم فقره الشديد، ويعانيا معا من ضيق العيش، والحياة الفقيرة، ويشارك فى بطولة الفيلم إلى جانب "شارلى شابلن"، الممثلة إدنا بيرفيانس فى دور الأم، كما جسد دور الطفل الممثل جاكى كوجان، والذى ولد فى عائلة فنية حيث عمل والده راقصا بالمسرح ومعه والدته، وفى سن الرابعة ظهر على خشبة المسرح كطفل، وفى الخامسة قام مع عائلته بجولة مسرحية فى كاليفورنيا، حيث رصده تشارلى شابلن فأشركه معه فى دور صغير كاختبار فى فيلم A Day's Pleasure1919 وعندما اثبت نجاحا اسند له دورا رئيسيا فى فيلم The Kid ليحقق نجاحا كبيراً ويصبح نجما فى عدد من الأفلام كطفل بالإضافة لعمله مع والده فى المسرح، وأصبح جاكى بعد فيلمى Oliver Twist وDaddy هو الأعلى أجرا فى هوليوود، وكان سببا فى أن إحدى القوانين المتعلقة بالسينما سميت على اسمه "قانون جاكي"، وهو قانون يحفظ الحقوق المالية للممثلين الأطفال، وتطورت الحياة الفنية لجاكى ليصبح واحد من أهم الممثلين بهوليود، وعند شبابه تم تجنده بالجيش.
وتميزت أفلام شابلن بالكوميديا التى تختلط مع العاطفة، تجسدت فى نضال المتشرد ضد الشدائد ويحتوى العديد منها على المواضيع الاجتماعية والسياسية، فضلا عن العناصر التى تتعلق بالسيرة الذاتية، وشهدت الدورة الـ 44 من جوائز الأوسكار عام 1972 تكريم النجم العالمى تشارلى تشابلن بجائزة فخرية كأفضل مقدم للصورة السينمائية وقتها لم يتمالك النجم نفسه بمجرد صعوده على المسرح وغرقت عيناه بدموع الفرح والشكر والامتنان.
ولم تكن إطلالة تشارلى على المسرح كأى نجم آخر فرغم تقدمه فى السن إلا أن حضوره وسحره ظلا ملازمين له، وبمجرد ظهوره على المسرح ضج المكان بالتصفيق الحاد ووقف الجميع احترامًا وتبجيلاً لهذا النجم الذى يعد أسطورة حقيقية فى سماء الفن ووصلت مدة تحية الجمهور له إلى 12 دقيقة متواصلة وهى تعد أطول مدة تصفيق فى تاريخ الأوسكار.
وفى نفس العام قام مهرجان جمعية السينما السنوى بتكريم الممثل العالمى تشارلى تشابلن، ومنذ ذلك الحين تم إطلاق اسمه على الجائزة التى حصل عليها العديد من نجوم الفن، منهم ألفريد هيتشكوك، وإليزابيث تايلور، وميريل ستريب، وتوم هانكس، وروبرت دى نيرو وآخرون.