تهتم نجمات السينما دائما بالصور التى تنشر لهن فى الصحف والمجلات وبالكيفية التى يظهرن بها فى هذه الصور أمام الجمهور، كما يهتم المصورون دائما بالتقاط الصور لنجمات الفن فى كل المناسبات الفنية أو المهرجانات أو خلال الأعمال الفنية التى يشاركن فيها، وحتى فى بيوتهن لنشر هذه الصور للجمهور الذى يتطلع لرؤية نجمات الفن دائما.
ولكل فنانة طريقة وأسلوب فى التعامل مع الكاميرات والمصورين، وهكذا كانت نجمات الزمن الجميل، حتى أن المصورين كانوا يحفظون طريقة وأسلوب كل فنانة، سواء فى إعطاء الموعد أو فى طريقة استعدادها لالتقاط الصور، وحتى فى الطريقة التى تقف بها أمام الكاميرا.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب كتب الصحفى الكبير فوميل لبيب والذى كان يتعامل مع نجوم الفن وتربطه علاقات صداقة بأغلب الفنانين والفنانات موضوعا تحت عنوان: "الكاميرا ودلال النجوم"، أشار فيه إلى طريقة وأسلوب عدد من فنانات الزمن الجميل فى التعامل مع الكاميرا الصحفية، وكيف يشقى المصورون فى سبيل الحصول على الصور التى يراها الجمهور لنجمات الفن.
ومن بين الفنانات اللاتى تحدث عنهن فوميل لبيب الفنانة الكبيرة ماجدة، والتى أشار إلى أنها كانت تحب التصوير الصحفى حبا عظيما، ولكن بعد شهرتها وانشغالها لم يعد وقتها يتسع له كثيرا، فضلا عن أنها لم تكن تحب أن يصورها المصورون بسرعة فتخرج الصور بشكل لا ترضى عنه، لهذا كانت تذهب بين حين وآخر إلى أحد المصورين البارزين وقتها، ليلتقط لها بعض الصور واللقطات المختلفة، وتضع هذه الصور فى حقيبتها، وكلما قابلت صحفيا وطلب منها موعدا للتصوير، قالت له: "خد أنا عندى صور جاهزة".
وأضاف لببيب أنه إذا أعطت ماجدة موعدا للمصور أو الصحفى فلا يجب أن يطمئن لها؛ لأنها تجيد الزوغان، بحجة إصابتها بمغص، ولكنها كانت تجيد المجاملة، وتتصل بالصحفى لتعتذر له فى نبرات رقيقة قائلة: "متأسفة أوى والله كان نفسى نتقابل".
أما إذا نفذت ماجدة وعدها ووقفت أمام عدسات المصور، فإنها تُخرج المرآة من قيبتها لتتأكد من انضباط تسريحتها وشعرها، وتضبط "كول" الفستان فى الشتاء أو فتحة الصدر فى الصيف، وبعد هذ تبلل شفتيها وتبتسم للكاميرا.