شاركت المخرجة التونسية أنيسة داود بفيلمها القصير THE BATH، بمهرجان الجونة فى دورته الرابعة، وهو الفيلم الذى يتناول قضية شائكة فى وطننا العربى، حيث يدور حول رجل يدعى عماد يُطلب منه الاعتناء بطفله "هادى" عندما تغادر زوجته فى رحلة عمل لمدة 3 أيام، وذلك لأول مرة، حيث يُجبَر عماد على مواجهة مخاوفه الدفينة، حيث تعرض للاغتصاب فى سن صغيرة من أحد أقاربه، وهو ما ترك فى نفسه أثرا بالغا جعله غير قادر على التعامل مع طفله فى غياب زوجته، حيث يواجه مخاوف من مرور نجله بنفس الظرف القاسى الذى مر به وفى نفس الوقت يخشى من نفسه أن يمرر لابنه تلك التجربة المريرة التى تعكر عليه صفو حياته.
"عين" التقى المخرجة أنيسة داود للحديث معها عن فيلمها THE BATH، حيث قالت إنها رغم تقديمها لفيلم يعتبر جريئا إلا أنها لم تقدم مشاهد صادمة، على الرغم من أنها ليست ضد ذلك، مؤكدة أنه أحيانا تحتاج الأفلام مشاهد صادمة تخدم العمل، خاصة عندما يكون العمل يمس عنفا ضد الأطفال.
وأوضحت أنيسة داود، أن الطفل الذى يتعرض للعنف الجنسى أو التحرش يتسبب ذلك الموقف فى نزع طفولة الطفل من الجذور بشكل كامل، حتى ولو نضج وأصبح رجلا أو امرأة.
وأشارت أنيسة إلى أنها تناولت قصة الفيلم بشكل كوميدى فى بداية العمل، ثم حرصت على أن تقدم للمشاهد القصة جزءًا جزءًا ليبقى محتارا من ما سيراه فى المشهد التالى.
وأضافت أنها حرصت على أن تجعل المشاهد يحكم على بطل الفيلم بشكل ظالم ثم تحكم عليه بأنه مذنب إلى أن يتعاطف المشاهد معه ويشعر بمعاناة ذلك الرجل خاصة عندما يبدأ المشاهد فى مشاهدة هواجسه.
وأكملت أنيسة داود أنها قرأت كتابا بعنوان "هو يحبنى"، لرجل يحكى قصة تعرضه للاغتصاب وهو طفل، موضحة أنها تأثرت بالكتاب؛ لأنه يحكى تفاصيل بين الماضى والحاضر، مؤكدة أن الطفل الذى يتعرض للاغتصاب يكره جسده وشكله ونفسه.
وأضافت داود، أن بناء الفيلم لا يشبه بناء الفيلم القصير المعتاد، وأنها خاطرت وقدمت الفيلم بطريقة سرد مختلفة، مما يجعل المشاهد لا يعرف أى مشهد هو ذروة الفيلم، البعض يظن أن مشهد صياح بطل الفيلم فى أخته بعدما تذكر اغتصابه على يد عمه، والبعض يظن أن مشهد لعب الأب والابن هو الذورة، ولكن بالنسبة لها ترى أن مشهد الختام هو ذروة الفيلم، وهو الوقت الذى يكتشف فيه الأب أنه لديه مشكلة يجب عليه معالجتها، وأن طفله هو من يعالج جراحه.
وأكملت داود أنها اختارت محمد الداهش، بطل الفيلم؛ لأنه يبدو طفلا من الداخل، ويحب اللعب، ومشاهده مع "سامى" الطفل الذى جسد الدور بالفيلم تُشعرك بأنهما طفلان يلعبان سويا، وأشارت إلى أن الطفل "سامى" جسد الدور وكأنه ممثل كبير، وأنه متفهم لطبيعة عمله كممثل.
وأضافت أنها تعاملت مع الطفل من منطلق أنه واع، وكانت تقول له على المشاعر التى كانت يجب أن يشعر بها فى المشاهد، وكان يستجيب ويجسد المشاهد ببراعة، مؤكدة أن محمد الداهش ساعدها فى ذلك خاصة أنه يدرس المسرح للأطفال، وأنها حرصت على أن يكون أداء "سامى" تلقائيا.
وقالت أنيسة داود، إن الموسيقى فى الفيلم وأغنية الفيلم قدمها جوهر باسطى، وإنه كاتب وموسيقى ومغنى ولديه لغة موسيقية، وأرسلت له الفيلم وجملا فلسفية عن الأطفال ورد عليها بالأغنية والموسيقى كاملة.
واختتمت داود أن علاقتها بمهرجان الجونة علاقة عميقة؛ لأنها كانت عضو لجنة تحكيم فى مسابقة الأفلام القصيرة من قبل، وشاركت بمشروع كمنتجة وحصلت على جائزة فى منصة الجونة، مشيرة إلى أنها فخورة بالمهرجان؛ لأنه سوق قوى بالشرق الأوسط، وأنها تثق فى انتشال التميمى مدير المهرجان، وأمير رمسيس المدير الفنى للمهرجان؛ لأنهما يحبان السينما بشكل حقيقى وملمين بمشاكل صناعة السينما.