فرقة الفنون الشعبية تستعد لاحتفالية 60 سنة على إنشائها

تستعد الفرقة القومية للفنون الشعبية بقيادة الفنان هانى النابلسى لاحتفالية ضخمة يشرف عليها الدكتور عادل عبده رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية وسيتم خلالها تكريم رواد تلك الفرقة العريقة التى تعتبر من أهم واقدم فرق الفنون الشعبية فى مصر فيرجع تاريخ انشائها إلى عام 1960 بقرار من د.ثروت عكاشة وزير الثقافة فى ذلك الوقت واستعانت الفرقة فى بدايتها بمجموعة من خبراء الفن الشعبى فى الاتحاد السوفييتى فى مجالات الرقص والموسيقى وكان أبرزهم خبير الفنون الشعبية رامازين.

وصرح الفنان هانى النابلسى قائلا لـ"عين": نستعد لهذا الحدث المهم للتعريف بتاريخ تلك الفرقة وأشهر روادها ومنهم الدكتور حسن خليل المخرج والفنان ومصمم الرقصات الشهير وأيضا الفنان كما نعيم فهو أحد أعمدة الفرقة ومن مشاهيرها. 

الفرقة القومية للفنون الشعبية كان الهدف من إنشائها التأصيل لكافة الرقصات الشعبية بتعبيراتها الحركية وملابسها واكسسواراتها وبما تشمله من العادات والتقاليد من خلال الاستعانة بالمنهج العلمى ونقله إلى خشبة المسرح بعد اعادة صياغته.

وتعتمد الفرقة حاليا على الخبرة المصرية فى مجال التصميم والموسيقى ويبلغ عدد راقصيها الآن 45 راقصاً أما الراقصات فعددهم 35 راقصة فى حين أن الفرقة عند تأسيسه منذ 41 عاما كانت تضم 56 راقصاً وراقصة فقط.

وعن أشهر رقصاتها قال النابلسى: أم الخلول والمانبوطية أشهر رقصاتها ورغم ان فرقة رضا هى الأقدم والأكثر شهرة الا ان رقصات الفرقة القومية رسخت فى وجدان الجماهير حيث تميزت بالاغراق فى المحلية والبحث عن رقصات تمثل البيئة بكل ماتحويه من تفاصيل تعكس طبيعة هذه البيئة، فمن المدن الساحلية جمعت رقصات تعبر عن واقع الصيادين وكان من أهم رقصاتها فى هذا المجال رقصة أم الخلول الشهيرة حيث نجحت الفرقة فى مسرحة طقوس الصيادين واحتفالاتهم بيوم عمل ورزق وفير واختارت أم الخلول من قواقع البحر نظرا لاهميتها ومكانتها الخاصة عندهم فصاغت كلمات محلية رشيقة عبرت عن هذه الطقوس على ايقاع رائع ونالت رقصة المانبوطية نفس الاهمية عند الجماهير فاقبلت على عروض الفرقة، وكانت هذه الرقصة بالتحديد ضمن برنامج الفرقة الاساسى لسنوات لطويلة حتى ان التليفزيون صورها فى الستينيات أيام الأبيض والأسود وكانت من فقراته المكررة والمحببة للجمهور وخاصة فى الاستراحة بين شوطى مباريات كرة القدم ثم اعاد التليفزيون تصويرها مرة اخرى بالألوان بعد ذلك وكانت هذه الرقصة سببا فى تعريف تلك المهنة لكل المصريين كما كانت سببا فى شهرة اثنين من أهم أعضائها هما عايدة رياض ومشيرة إسماعيل اللتان اتجهتا بعد ذلك للتمثيل. 

يذكر أن اشهر رقصات الفرقة " رقصة التنورة " المستوحاة من الطقوس الصوفية المولوية، نقلت الفرقة و" رقصة الغوازي" الشهيرة بمدينة سناط بالدقهلية وتسمى ايضا "رقصة الغجر" وفيها تظهر مهارة الفتيات فى الرقص بالعصا والصاجات

على انغام المزمار البلدي، ومن الرقصات الشهيرة للفرقة "رقصة الحصان" وهى مستوحاة من رقص الحصان العربى الذى يجيد الحركة على ايقاعات

وانغام المزمار البلدى ويتميز بالذكاء وطاعة معلمه، كما قدمت الفرقة خلال مشوارها الطويل رقصة الحجالة الشهيرة من محافظة مرسى مطروح النائية حيث أن من العادات الشعبية فى هذه المنطقة ان تختار العروس عريسها على عكس ماهو موجود وسائد، وفى اطار مراسم الزواج، وايضا نقلت الفرقة طقوس الزواج بمنطقة النوبة، كما قدمت الفرقة "رقصة الدبكة" المعروفة فى سوريا ولبنان ورقصة الشمعدان على انغام الموشحات الاندلسية وكانت تسمى "رقصة الهوانم " حيث كانت تقدم فى القصور الملكية.

وجدير بالذكر أن هذه الفرقة تولى ادارتها خلال 41 سنة 11 مديرا كان أولهم أحمد سعد الدين عام 1960 ثم طاهر أبوزيد ومحمد أبوالعنين ورشدى صالح وحسين مهران ود.ابراهيم حمادة ثم سامى يونس وشعبان أبوالسعد ويحيى زكى وعبدالرحمن خليل ومحمد خليل وسامى يونس وكمال نعيم الذى اسندت اليه ادارة الفرقة منذ عام 1994 ويتولى ادارتها حاليا الفنان هانى النابلسي. 

قدمت الفرقة القومية عروضها الفنية خلال مشوارها فى 105 دول فى جميع انحاء العالم، كما اسهمت كوادر الفرقة من مصممى رقصات ومدربين فى دعم وانشاء اكثر من 80 فرقة للفنون الشعبية فى اقاليم مصر. وشاركت الفرقة فى عشرات المهرجانات والمناسبات خارج مصر منها المهرجان السياحى الدولى باسبانيا عام 1965 ومهرجان داكار للفنون الشعبية الزنجية بالسنغال عام 1966 ومهرجان دمشق المسرحى بسوريا عام 1969 ومهرجان الربيع بالموصل فى العراق عام 1970 ومؤتمر الملوك والرؤساء للدول الافريقية بأديس ابابا عام 1972 والمهرجان العربى بتونجن فى ألمانيا عام 1974 ومهرجان والت ديزنى بأمريكا عام 1982 ومهرجان تايجون الدولى بكوريا الجنوبية عام 1993، ومهرجان صقلية بايطاليا عام 1995، ومهرجان الفنون الشعبية الدولى الثالث بايطاليا عام 2000، ومن أكثر الدول التى قدمت فيها الفرقة القومية عروضها دولة الامارات العربية المتحدة حيث زارتها الفرقة وقدمت عروضها ست مرات أعوام وقد حصدت الفرقة عشرات الجوائز والشهادات والدروع منها جائزة البريمواونو فى مهرجان بارى للفنون الشعبية فى إيطاليا عام 1997 ودبلوم افضل فرقة رقص شعبى فى معرض بولونيا من بين 170 دولة وشاركت فى المعرض وكأس الشرق للفرقة باعتبارها ضيف شرف لمهرجان ديجون الدولى للفولكلور بفرنسا ودرع أندية الفتيات بالشارقة عام 1998 ودرع مهرجان جرش الدولى للفنون عام 1999 ودرع مهرجان حلب للثقافة والفنون عام 1999 بسوريا للمرة الثانية. كما حصلت على درع القدس من الرئيس عرفات فى مهرجان غزة للفنون الشعبية 1995.

حاليا تهتم الفرقة بتدوين تراثها الفنى فأنشأت مكتبة فنية تضم شرائط لعروضها الموسيقية الشعبية التى جمعتها من الاقاليم واستعانت بها فى عروضها وافلاما تسجيلية وصورا فوتوغرافيا وارشيفا ضخما للدعاية والمطبوعات الخاصة بها فى عروضها داخل مصر وخارجها وكذا للمقالات النقدية التى تناولت عروض الفرقة، وكانت الخطوة التالية انشاء مدرسة للفرقة من الاطفال لانشاء جيل جديد يمثل امتدادا لها.