جميعنا يرى نجمات السينما على الشاشة وأمام الكاميرات بصورة مبهرة وكأنهن لا يحملن مسئوليات ولا يعشن مثل باقى النساء، ولكن هناك جوانب كثيرة لا يعرفها الجمهور عن نجمات الفن وخاصة ما يتعلق بالجانب الشخصى والإنسانى وكيفية تتعامل الفنانة مع أبنائها وكيف تترجم مشاعر الأمومة إلى تصرفات.
والكثيرات من نجمات الزمن الجميل كن يحرصن على واجبات ومسئوليات الأمومة بقدر حرصهن على مسئولية العمل الفنى أو أكثر، وبعضهن تعرض للعديد من المواقف الصعبة التى بذلن خلالها أقصى جهد كأمهات لم تنسيهن أضواء الشهرة والنجومية مسئوليات الأمومة.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954 نشرت المجلة عدداً من المواقف الصعبة التى تعرضت لها نجمات الفن تعبر عن مدى حرصهن على الوفاء بمسئوليات الأمومة قبل كل شيئ.
وكان من ضمن هذه المواقف ما حكته الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين والتى أشارت إلى أن ظروف العمل بأحد الأفلام اقتضت أن تنتقل إلى الفيوم لتصوير بعض المشاهد الخارجية فى القرى، وكانت الترتيبات التى وضعها مدير الإنتاج أن يسكن فريق العمل فى الأوبرج، ثم يستيقظون مبكراً للانتقال إلى إحدى القرى التى تبعد عن الفندق بمسافة 40 كيلو مترا.
وكانت مريم فخر الدين قد تركت ابنتها إيمان ذو الفقار وكانت فى سن الطفوة المبكرة مع والدها ومربيتها، وبعد أن انتهى اليوم الأول للتصوير شعرت الفنانة الكبيرة بالقلق ولم تذق طعم النوم ولم تتناول أى طعام من شدة لهفتها على ابنتها.
وانتظرت النجمة الجميلة بفارغ الصبر حتى طلع عليها النهار وحينها أخبرت المخرج بأنها لن تستطيع النوم والمبيت بالفيوم وستعود للقاهرة فى قطار المساء لترى ابنتها.
وقالت مريم فخر الدين: "لمس المخرج ما أصابنى من عصبية وتوتر فوافق على طلبى، وكنت أسافر إلى القاهرة مساء كل يوم بعد انتهاء التصوير لأرى ابنتى إيمان وأعود إلى الفيوم فى الصباح الباكر بالقطار، ثم استقل سيارة تجرى بسرعة جنونية حتى أصل إلى مكان التصوير قبل الساعة العاشرة صباحاً، واستمر هذا الوضع لمدة أسبوع حتى انتهى التصوير."
وهكذا تحملت النجمة الكبيرة أن تقطع هذه المسافة ذهاباً وإياباً كل يوم حتى لا يمر يوم واحد لا ترى فيه ابنتها.