71 عاما على ميلاد النجم الأسمر أروع فنانين جيله، الراحل أحمد زكى، اسمه الحقيقى أحمد زكى عبد الرحمن والمولود فى مثل هذا اليوم عام 1949 بالزقازيق محافظة الشرقية، الابن الوحيد لأبيه الذى مات وهو فى عامه الأول، فعاش يتم الأب ولم يستمر يتم الأب طويلاً حتى عاش يتم الأم فى وجود أمه، حيث روى أنه لم يرها حتى بلوغه عامه السابع.
ويروى أحمد زكى عن طفولته فى مقال له بمجلة "الكواكب" عام 1990 قائلا: "حياتى ميلودراما كأنها من أفلام حسن الإمام. والدى توفى وأنا فى السنة الأولى. أتى بى ولم يكن فى الدنيا سوى هو وأنا، وها هو يتركنى ويموت. أمى كانت فلاحة صبية، لا يجوز أن تظل عزباء، فزوجوها وعاشت مع زوجها، وكبرت أنا فى بيت العائلة بلا إخوة. ورأيت أمى للمرة الأولى وأنا فى السابعة.. ذات يوم جاءت إلى البيت امرأة حزينة جدا، ورأيتها تنظر إلى بعينين حزينتين ثم قبلتنى من دون أن تتكلم ورحلت، شعرت باحتواء غريب، هذه النظرة تصحبنى إلى الآن. فى السابعة من عمرى أدركت أننى لا أعرف كلمة "أب وأم"، وإلى اليوم عندما تمر فى حوار مسلسل أو فيلم كلمة بابا أو ماما أشعر بحرج ويستعصى على نطق الكلمة".
وتابع: "جئت إلى القاهرة وأنا فى العشرين: المعهد، الطموح والمعاناة والوسط الفنى وصعوبة التجانس معه، عندما تكون قد قضيت حياتك فى الزقازيق مع أناس بسطاء بلا عقد عظمة ولا هستيريا شهرة. ثم الأفلام والوعود والآلام والأحلام.. وفجأة، يوم عيد ميلادى الثلاثين، نظرت إلى السنين التى مرت وقلت: أنا سرقت.. نشلوا منى عشر سنين. عندما يكبر الواحد يتيما تختلط الأشياء فى نفسه.. الابتسامة بالحزن والحزن بالضحك والضحك بالدموع ! أنا إنسان سريع البكاء، لا أبتسم، لا أمزح. صحيح آخذ كتاب ليلة القدر لمصطفى أمين، أقرأ فيه وأبكى.. أدخل إلى السينما وأجلس لأشاهد ميلودراما درجة ثالثة فأجد دموعى تسيل وأبكى، عندما أخرج من العرض وآخذ فى تحليل الفيلم، قد أجده سخيفا وأضحك من نفسى، لكنى أمام المآسى أبكى بشكل غير طبيعى، أو ربما هذا هو الطبيعى، ومن لا يبكى هو فى النهاية إنسان يحبس أحاسيسه ويكبتها".