25 عاماً مرت على رحيل القيثارة الرقيقة الجميلة ليلى مراد والتى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 21 نوفمبر من عام 1995 بعد أن غابت عن الأضواء قبل هذا الرحيل بسنوات طويلة واختارت أن تبقى صورتها الجميلة دائما فى أذهان الملايين.
وفى حياة النجمة الكبيرة كثير من الحكايات التى قد لا يعرفها عنها الكثيرون ومنها أن أول حب فى حياتها كان مليونير أرجنتينى وأنها أوشكت على قتل الملك فاروق.
فعلى صفحات مجلة الكواكب فى منتصف الخمسينات نشرت الفنانة ليلى مراد مذكراتها فى عدة حلقات، وفى الجزء الخامس من هذه المذكرات المنشور بتاريخ عام 1957 كتبت ليلى مراد تحت عنوان "أول رجل دخل قلبى" أنها بعد النجاح الكبير الذى حققته أفلامها ومنها أفلام "يحيا الحب، وليلى، وشادية الوادى" لم تكن تفكر فى الحب وكان الفن يأخذ أغلب وقتها واهتمامها رغم أنها تعرضت لمغازلات كثيرة.
ولكن قيثارة الطرب تحدثت عن أول حب فى حياتها قائلة: على أنه يمكننى أن أصرح بأن رجلا واحدا دخل فى حياتى حينذاك، وهو ليس من مصر، بل إنه مليونير يقيم فى الأرجنتين بأمريكا الجنوبية.
وأوضحت ليلى مراد:" كان الرجل يحبنى إلى درجة الجنون وكان يكبرنى بعشرة أعوام وفى ذلك الوقت لم أكن أمتلك حق الرفض أو القبول، فكانت الكلمة الأخيرة لأبى وأمى".
وأضافت: "سأله والدى هل تسمح لها بالعمل فى الفن عندما تتزوجها، فأجاب الرجل: كلا، وسأله والدى أيضا: هل تقيم فى مصر أم الأرجنتين؟، وأجاب سأصحبها معى إلى الأرجنتين".
وأوضحت ليلى مراد خلال مذكراتها أن والدها رفض زواجها من المليونير الأرجنتينى وأيدته والدتها فى الرفض، فسافر الرجل من مصر والدموع تملأ عينيه، وكان هذا أول خطيب فى حياتها.
أما محاولة قتلها للملك فاروق فتحدث عنها الكاتب الراحل محمد بديع سربية صاحب مجلة الموعد فى أحد أعداد المجلة الصادرة عام 1978، وذلك خلال سلسلة حلقات كتبها تحت عنوان "والذّكريات صدى السّنين"، وتناول فيها بعضا من مذكراته وذكرياته مع فنانى الزمن الجميل ومنهم الفنانة الكبيرة ليلى مراد.
وقال سربية إنه خلال الفترة التى كانت فيها ليلى مراد مشغولة بتصوير فيلمها ليلى بنت الفقراء، لاحظت أن والدها الموسيقار زكى مراد، الذى وصل لسن الشيخوخة أصبح كثير الإنفاق، يرهقها بطلب الأموال على غير عادته بعد أن أصبحت نجمة سينمائية متألقة، ولم تكن ليلى مراد تلقى بالا لذلك حتى نبهها البعض إلى أن والدها يقع فى غرام راقصة صغيرة تعمل فى أحد ملاهى الإسكندرية ويسافر إليها ليغدق عليها الأموال والهدايا.
وأشار الكاتب الصحفى الكبير إلى أن ليلى مراد كانت تكن لوالدها احتراما وتعامله بود شديد خاصة بعد وفاة والدتها، ولم يكن ما يزعجها الأموال بقدر انزعاجها على سمعة ومكانة والدها من أجواء الكباريهات ومن العلاقة مع هذه الراقصة الصغيرة، وأرادت أن تضع حدا لهذا الموضوع، وقررت السفر للإسكندرية فى محاولة لإنهاء هذه القصة.
وتابع سربية: عندما وصلت ليلى مراد إلى الإسكندرية نزلت فى فندق سيسيل الذى كان وقتها من أضخم الفنادق وملتقى للشخصيات المصرية الكبيرة، وكان الطابق الأرضى فى الفندق قد تحول إلى بار وناد للقمار محصن ضد القنابل التى كانت تتساقط عى المدينة خلال الغارات الجوية.
وكان الملك فاروق من المترددين على هذا النادى، حيث كان يقضى لياليه حول المائدة الخضراء - كما ذكر سربية - وعرف من أحد أفراد حاشيته أن المطربة ليلى مراد نزلت فى أحد أجنحة الفندق، وخلال هذا الوقت دوت صفارات الإنذار وساد الظلام أنحاء الفندق.
وأكد سربية أن فاروق بدلا من أن يتجه إلى المخبأ كما فعل الجميع تسلل وحده إلى الجناح الذى تنزل فيه ليلى مراد والتى بقيت هى الأخرى فى جناحها ولم تنزل إلى المخبأ.
وتابع الكاتب الصحفى الكبير قائلا: "شعرت ليلى مراد بالباب يفتح وبحركة غير عادية فى غرفتها، فأمسكت بقطعة من الحديد كانت على مقربة منها، وهمت بأن تهوى بها على رأس الشبح الذى لمحته يدخل غرفتها لكن انطلقت صفارات الإنذار فى هذه اللحظة معلنة انتهاء الغارة الجوية، وأضيئت الأنوار لتجد ليلى مراد نفسها أمام ملك مصر، وتكتشف أنها كادت أن تقتله بقطعة الحديد، وقالت وهى تشعر بالصدمة "جلالة الملك؟! بتعمل إيه هنا".
وأضاف سربية أن فاورق كان وقتها شابا ويساوره بعض الحياء والخجل فاعتذر لها متعللا بأنه أخطأ الطريق إلى المخبأ ودخل غرفتها دون قصد وسلم عليها قائلا: "سعيد برؤيتك وسوف أكون أكثر سعادة عندما أزورك فى القاهرة، وسألها عن الأستوديو الذى تصور فيه فيلهما وكانت وقتها تمثل فى أستوديو الأهرام.
وأكد صاحب مجلة الموعد أن ليلى مراد غادرت الفندق فور انصراف الملك فاروق من غرفتها وعادت إلى القاهرة ونسيت المهمة التى جاءت من أجلها.