تميزت كوكب الشرق أم كلثوم بالذكاء والحكمة وسرعة البديهة، وكانت دائما تحرص على أن ترى انفعالات الجمهور وردود أفعالهم فى حفلاتها، ورغم عظمة موهبتها التى لم ير الفن مثلها على مر الزمن، ورغم مكانتها وجماهيريتها التى أسرت العالم كانت أم كلثوم تشعر فى كل مرة تصعد فيها إلى المسرح بأنها تواجه الجمهور لأول مرة، وتنتظر منه ردود الأفعال التى تطمئنها وتشعرها بهذا الحب والسلطنة.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1961 نشرت المجلة تعليق كوكب الشرق عندما رأت التليفزيون يعرض إحدى حفلاتها المسجلة لأول مرة.
وقالت أم كلثوم: "لقد كنت أتمنى ألا أرى نفسى وأنا أغنى، كنت أتمنى رؤية الجمهور وتعبيراته وانفعالاته، وهو يستمع إلى غنائى".
وتابعت كوكب الشرق: "كنت أحب لو أن التليفزيون عرض أمامى مشاعر الناس، فى الحفل، وفى البيوت، وفى المقاهى، والقرى والمدن، فالتعبيرات على وجوه الجمهور تكمل الإطار الفنى الذى أعنيه".
وكانت الكواكب قد أشارت فى عدد آخر إلى أنه ليس من المبالغة إذا وصفت أم كلثوم بأنها تسمع دبة النملة؛ حيث كانت كوكب الشرق تستطيع أن تسمع من غرفتها فى الطابق العلوى من فيلتها وقع أقدام أى شخص يصعد سلم حديقتها مهما كان هذا الصوت خافتا، والأغرب من هذا أنها كانت تستطيع أن تميز وقع هذه الأقدام وتعرف من صاحبها، سواء كان أحد أفراد عائلتها أو أصدقائها أو أحد الخدم فى فيلتها.
وكانت كوكب الشرق تستطيع أن تسمع تعليقات الجمهور فى الصفوف الخلفية بحفلاتها، على الرغم من اندماجها فى اللحن الذى تغنيه وارتفاع صوت الآلات الموسيقية وصيحات الإعجاب من الجمهور التى كانت تملأ المسرح.