في هذه الحلقات نقدم لكم ذكرياتنا مع شهر رمضان عبر السنين، كثيرٌ من الأمور تغيرت، ليبقى منها فقط الذكرى، التي سنستعيدها معكم كل يوم طوال الشهر الفضيل.
أطفال اليوم فاتهم الكثير، فهم وإن حضروا أفلام ديزني وبيكسار وكواكب سبيس تون، فمن سوء حظهم أنهم لم يشاهدوا فطوطة، أقرب صديق للأطفال في مصر طوال فترة الثمانينات.
يُعرَف سمير غانم بشخصياته الطازجة، الغير مخطط لها أحيانًا، فمن يأتى بخياله أن يخترع شخصية صغيرة الحجم، ترتدي بدلة خضراء و"ببيون" كبير وحذاء يشبه المركب، ويزين وجه هذا الشخص الشبيه بعقلة الإصبع بالشارب، سوى النجم سمير غانم !.
شَكَلت فوازير «فطوطة وسمُّورة» اتجاهًا جديدًا ومختلفًا آنذاك، فالمصريون عرفوا فوزاير نيللي وشريهان، هذه الفوازير المعتمدة على الاستعراض بشكل كبير، حتى أن هذه السمة لازمت الفوازير طيلة العقد الثامن والتاسع من القرن الماضي بظهور نجوم أخرين بعد النجمتين الأبرز لهذه الفئة من الدراما، إلا أن فطوطة جاء مغردًا خارج السرب.
بقليل من الاستعراض وكثير من خفة الدم، ظهر الشخص الصغير على الشاشة ليخطف قلوب الأطفال الكبار، وليستمر أيقونة للضحك عبر السنين التالية، دون انقطاع أو انحدار حتى الأن، ليُثبِت أن موهبة سمير غانم غير قابلة للجدال.
والآن، بعد 35 عام من الظهور الأول لفطوطة على الشاشة، نبحث مرة أخرى على الضاحكين في كل مكان، نبحث عن الجديد وسط عشرات المسلسلات التي تُعرَض على الفضائيات، لكننا لم نجد بعد من يملأ فراغ هذا البطل الصغير.