تمر اليوم الذكرى التسعين لميلاد كروان الشرق الفنانة الكبيرة فايزة أحمد، والتى وُلدت فى مثل هذا اليوم الموافق 5 ديسمبر من عام 1930، وأصبحت كروان الطرب، وأهدت الفن مئات الأعمال والأغانى التى بقيت وستبقى على مر الأجيال، وصنفها الكثيرون كأحد أجمل وأقوى الأصوات الفنية فى العالم.
وُلدت فايزة أحمد فى صيدا بلبنان لأب سورى عام 1930، وعاد الأب إلى دمشق، وهناك نشأت وظهرت مواهبها الفنية، وغنت وذاع صيتها، ثم جاءت إلى مصر، وتقدمت للإذاعة المصرية، وتعاونت مع أعظم الملحنين، منهم: محمد الموجى وكمال الطويل ومحمود الشريف وبليغ حمدى، كما غنت من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب أغنية "هان الود".
ارتبطت الفنانة الكبيرة الراحلة بقصة حب وزواج بالموسيقار الكبير محمد سلطان، الذى لا يزال يعيش على ذكراها ويزداد حبه لها رغم مرور ما يقرب من 38 عاما.
وفى ذكرى ميلاد كروان الشرق تحدث الموسيقار الكبير عن قصة حبهما وعن ارتباطه بها حتى الآن فى تصريحات خاصة لـ"عين".
وعن بداية ارتباطهما قال الموسيقار محمد سلطان: "جمعتنى بفايزة أحمد لقاءات متعددة بعضها فى بيت الموسيقار فريد الأطرش الذى شاركته فى تمثيل فيلم يوم بلا غد وجمعتنى به علاقة قوية، وفايزة سمعتنى وأنا بعزف فى بيت عبد الوهاب وآمنت بموهبتى فى التلحين، وكان أول لحن لى أغنية هاتوا الفل مع الياسمين ورشوا الورد على الصفين واختارتنى فايزة أحمد لتلحينه".
ويشرد الفنان الكبير وهو يتحدث عن حب عمره وعن وقوفه إلى جواره فى بداياته وإيمانها به وحبها له: «فايزة لم تهتم بأى كلام، وتبنت موهبتى وانجذبت لى، حتى أنها تقربت لأبى وأمى ولحنت لها ألحانا كثيرة».
ويشير الموسيقار الكبير إلى أن الكثير من الشائعات انطلقت حول علاقته بفايزة أحمد قائلا: «فايزة استحملت كتير وردت على الشائعات قائلة تطلعوا تنزلوا مش هسيبه وهامسكه بأسنانى حتى أنها تحدثت مع أمى عن حبها لى ورغبتها فى الزواج منى، وكانت أمى تحبها حباً كبيراً، وفرحت بزواجنا».
ويبكى الموسيقار الكبير قائلا: "كنت لما أمرض أقوم من النوم أسمعها بتدعى وتبكى وتقول يا رب يومى قبل يومه، خدنى أنا مش هو، وأقولها حرام ما تقوليش كده الأجل مكتوب عند ربنا، تقوللى ما أقدرش أعيش من غيرك ومش عاوزة أعيش بعدك".
وتابع: "فايزة كانت حاسة إن عمرها قصير وكانت تقوللى لما أزعل مفيش حاجة مستاهلة، وتقوللى أنا حاسة إنى مش هاعيش كتير وهاموت صغيرة".
وبكى الموسيقار الكبير وهو يتحدث عن أغنية "بكرة تعرف يا حبيبى بعد ما يفوت الأوان"، قائلا: "كانت دايما تقوللى بكرة تعرف بحبك أد إيه، ومن كتر ما كانت بتكرر الجملة دى أخدها المؤلف وكتب الأغنية".
ويتذكر فترة مرضها وكلاماتها الأخيرة باكيا ويقول: "مرضت وما قامتش من المرض وفى إحدى المرات سألتنى: أنت عارف انا عشت أد إيه؟ قلتلها انتى صغيرة يا فايزة ماكانتش كملت الخمسين، قالتلى 17 سنة، الفترة اللى عشتها معاك هى حياتى وعمرى، أنا اتعذبت واتبهدلت، وأول مرة أحس إن الجواز متعة وسعادة معاك، فايزة تعنى ليا الكثير هى صادقة وأنا صادق".
وينهار الموسيقار الكبير قائلا: "موتها كسرنى قعدت مريض فترة وحرارتى ارتفعت وأصبت بانهيار، وكنت وما زلت أحلم بها وأصحى بالليل وأكلمها وأنا نايم، وأروح المقابر بالليل علشان أتكلم معاها، ودفنتها مع أبويا وأمى، وحاسس إن روحها حوليا".