أرسل المغربى محمد مفتكر، مخرج فيلم "خريف التفاح" المشارك فى مسابقة آفاق السينما العربية، بالدورة الـ42 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، رسالة للجمهور والنقاد الذين شاهدوا فيلمه، معتذرا عن عدم استطاعته مشاركتهم العرض فى القاهرة، حيث قال: "سلام حار للجميع اعتذر كثيرا لعدم قدرتى على الحضور بينكم لأسباب قهرية لم أستطع التغلب عليها، لمصر والقاهرة والسينما المصرية مكانة كبيرة فى قلبى، نحن المخرجون العرب أبناؤها شئنا أم أبينا، صنعتنا، أحببناها اختلفنا معها، انطلقنا منها وعشقناها، إنها أمنا، وهذه كلمتى المتواضعة أتقاسمها معكم".
وأضاف: "كم من مخرج مات قبل أنت تظهر السينما هكذا صرح يوما وبكل عفوية "جون كلود كاريير" فى أحد لقاءاته التليفزيونية، معلنا بطريقته الساخرة المعتادة، أزلية السينما وعدم موتها وخلودها.. نعم لن تموت السينما، وستظل حية بيننا قد تموت يوما كصناعة ثقيلة أو كفرجة جماعية داخل قاعات شاسعة تضم المئات من المتفرجين، لكنها لن تموت أبدا كلغة وكتعبير وكإبداع فنى سامى سيظل يصاحبنا طوال حياتنا شخصيا أرى السينما فى كل شىء جميل ومعبر، أراها فى قصيدة وفى لوحة وفى رواية وفى مسرحية وفى تحفة منحوتة وفى قطعة موسيقية وحتى فى نكتة، لم لا؟ فالسينما ليست حكرا على السينما فقط، السينما توجد حيث التعبير الجمالى الصادق.. السينما نظرة شعرية للعالم، نحملها معنا منذ الأزل وقبل أن تكون صناعة ضخمة غزت القرن العشرين، ابحث عن السينما بداخلك وأخرجها إلى الوجود قبل أن تجهد نفسك عبثا فى البحث عن الموارد المالية لإخراجها.. المال يتبع وليس هدفا لذاته، هو وسيلة فقط وليست غاية.. التعبير الصادق أقوى حتى فى جلبه للموارد المالية التى تأتى لخدمة الفيلم لا للاغتناء، فكن صادقا فى تعبيرك الجمالى، يتبعك المال لتحقيقه، فداخل قاعة مظلمة، حيث ينسى الناس كل شىء، ويعم الظلام، هى فقط الأفكار والتعابير الفنية ما نشاهده على الشاشة المضيئة، وليس المال".
واستكمل: "السينما لن تموت، فهى فن عريق، جذوره ضاربة فى التاريخ، تنبت وتنمو وتحيى فى كل زمان ومكان، خارج أية ظرفية، كظرفية هذا الوباء المفاجئ الذى لم ينزل علينا من السماء، ولم يكن أبدا غضبة إلهية كما ظن البعض، بل شيئا خلقته آلهة آدمية فصعد إلينا من تحت الأرض حتى اجتاح كل شىء نلمسه.. السينما جذور عريقة يجب اكتشافها فينا لا خارجنا لنقول الكثير ونحكى أفراحنا وآلامنا بصدق.. نعم، كم من مخرج مات قبل أن تظهر السينما وكم من مخرج سيظل حيا بيننا بعد اختفائها".