كرمت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، اسم المخرج الراحل الدكتور سمير سيف، وذلك خلال الاحتفال بالذكرى الأولى لرحيله والتى نظمها قطاع صندوق التنمية الثقافة بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية والشركة المنتجة لفيلم "أغسطينوس ابن دموعها" آخر أعمال المخرج الراحل، وذلك بعنوان "د. سمير سيف.. ابتسامة لن تغيب"، على مسرح الجمهورية بحضور الدكتور فتحى عبد الوهاب رئيس قطاع الصندوق، الدكتور مجدى صابر رئيس دار الأوبرا، هنرى عون رئيس الشركة المنتجة للفيلم، وحشد كبير من الفنانين والإعلاميين وعشاقى فن المبدع الراحل.
قالت وزيرة الثقافة: لقد مر عام كامل على رحيل المخرج والسيناريست وعاشق السينما الدكتور سمير سيف الذى تعرفت عليه مِن خلال روائعه الفنية، أفلامه ومسلسلاته، ثم التقينا فى جنبات وزارة الثقافة، أثناء رئاسته للمهرجان القومى للسينما المصرية، لأجد مبدعا حقيقيا تحمل شخصيته كل مميزات المبدع الفذ، حيث ابتسامته الهادئة، تواضعه الشديد، ثقافته الموسوعية، وعشقه الذى لا ينتهى للسينما.
وأضافت: اليوم ونحن نرثى العبقرى الراحل سمير سيف تتشابك العواطف مع الأفكار، وتعجز الحروف عن وصف المشاعر، خاصة ونحن نحيى الذكرى الأولى لرحيل صديق مبدع نهلنا جميعا من خبراته وفنه سواء كنا متلقين أو عملنا معه كفنانين أو حتى تزاملنا بحكم المسئولية.
وأردفت: لقد أَورثنا سمير سيف إبداعا جميلا خالدا ومميزا، صاغته مخيلته وعبر عنه فى صورة رسخت فى ذاكرتنا، وباتت علامات فارقة فى تاريخ السينما، وأكدت أنه على الرغم من رحيل سمير سيف معلم الاجيال والقامة العظيمة فى عالم الاخراج إلا أن أعماله ستظل أيقونات بارزة نجحت فى تناول الكثير من القضايا الانسانية والمجتمعية، كما أهدت وزيرة الثقافة درع وزارة الثقافة إلى أسرة المبدع الراحل تجسيداً وامتناناً بعطاءاته الفنية التى أثرت عالمنا الإبداعى بأروع أعماله المتميزة، وتسلمها نجله الفنان دانى سمير سيف.
كما وجه هنرى عون، رئيس الشركة المنتجة للفيلم، الشكر للفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، على رعايتها ودعمها الاحتفال بالقيمة الفنية الرائعة لسمير سيف، مبدياً شعوره بالفخر والعرفان كونه يعتبر نفسه تلميذاً مميزاً للمخرج الراحل ووصفه بأعظم شخصية عرفها بحياته، وأضاف لقد درست الإنتاج السينمائى على يديه عبر رحلتنا التى بدأت منذ أكثر من 25 عاماً، كما قدم الامتنان والعرفان لكل ما قدمه المبدع الراحل للفن والفنانين والجمهور فى كافة أرجاء الوطن العربى، وقد خص بالذكر منها آخر أعماله التى نالت حظاً من عصارة إبداعاته وهى فيلم "أغسطينوس ابن دموعها" والذى أنتح بدعم مشترك بين وَزارتى الثقافة التونسية والجزائرية وبدعم من وزارة الثقافة المصرية. معقباً بأن كل أعماله كانت وما زالت تعرض على شاشات القطر العربى ويستقبلها الجمهور العربى بشغف كبير، وعقب كلمته سلم عون الفنان دانى سمير سيف "درع الإبداع" باسم والده الراحل سمير سيف تخليداً لذكراه وعرفاناً بقيمته الإبداعيةَ الخالدة.
كما وجه دانى سمير سيف الشكر لوزيرة الثقافة على حرصها واهتمامها بتخليد وتكريم اسم والده المبدع الراحل، حيث قال إن اليوم يُعد مناسبة خاصة لعائلته ووجه التحية لكل من ساهم فى إنجاح هذه الاحتفالية ولوزارة الثقافة بقطاعاتها والشركة المنتجة لفيلم "أغسطينوس ابن دموعها"، وأضاف أن وزارة الثقافة تكرم المبدعين الحقيقيين الذين أفنوا عمرهم لتقديم فن يليق بوطنهم مصر.
تضمن الحفل عرضاً فنياً متميزاً يتناول فيه مقتطفات فيديو صامتة لحياة الراحل الإبداعية وأهم محطاته الفنية المتميزة مصحوبة بالعديد من المعزوفات الموسيقية والغنائية لأعضاء فريق أوركسترا القاهرة الاحتفالى بقيادة المايسترو ناير ناجى، كما شمل الحفل عرضاً لفيلم تسجيلى من إعداد واخراج البير مكرم تضمن مسيرة الراحل الفنية والحياتية التى تبرز مواطن الجمال فى إبداعاته الفنية، واختتم البرنامج بعرض لآخر أعمال المبدع الراحل وهو فيلم "اغسطينوس ابن دموعها" وهو من إنتاج تونسى جزائرى مشترك.
يُذكر أن سمير سيف يُعد واحداً من أهم مخرجى السينما المصرية، الذين قدموا أعمالا شديدة التميز مع كبار النجوم، مثل "المشبوه"، للزعيم عادل إمام وسعاد حسنى، وبعد النجاح الكبير لهذا الفيلم قدم العديد من الأفلام المهمة للزعيم عادل إمام منها "النمر والأنثى" و"الهلفوت" و"احترس من الخط" و"شمس الزناتى"، وتعاون مع النجم الكبير الراحل محمود عبد العزيز فى فيلم "سوق المتعة"، ومع النجم الكبير الراحل أحمد زكى فى فيلم "معالى الوزير"، وتعاون مع النجم الكبير الراحل نور الشريف فى فيلمى "غريب فى بيتى" و"عيش الغراب"، وكان أول أفلامه كمخرج "دائرة الانتقام" عام 1976، والمقتبس عن رواية "الكونت دى مونت كريستو" للكاتب الفرنسى ألكسندر دوماس، وكتب القصة السينمائية للفيلم، والسيناريو والحوار بمشاركة السيناريست إبراهيم الموجى، والفيلم من بطولة "نور الشريف، ميرفت أمين، شويكار، يوسف شعبان وصلاح قابيل".