شارع تحت الربع.. مرحبا بك فى «دنيا الفوانيس»

شارع تحت الربع شارع تحت الربع
 
إلهام الجمال

هو حالة خاصة جدًا بين شوارع القاهرة القديمة، إذا وطأت قدماك أرضه ستشعر أنك فى "دنيا الفوانيس" فكل ما فى الشارع يذكرك بذلك الاختراع المصرى الأصيل، هناك لا وجود لشىء صينى أو تايوانى.. فلا صوت فى «تحت الربع» يعلو فوق صوت الفانوس المصرى بزجاجه وصاجه وألوانه المبهجة.

اشتهر شارع تحت الربع بصناعة الفوانيس، فعلى جانبى الشارع تمتد ورشها وشوادرها ليعج الشارع دائما بزبائنه الذين يعرفون قيمة الفانوس المصرى بشكله التقليدى ويقدرون تلك الحرفة التى تحاول الصمود والوقوف دائما بوجه كل الهجمات الدخيلة التى تحاول ضرب ثقافتنا والقضاء على تراثنا.

شارع تحت الربع لمن لا يعرفه هو أحد شوارع منطقة الدرب الأحمر الشهيرة، ويرجع تاريخه إلى بناء قاهرة جوهر الصقلى فى عام 358 هجرية. لكن لم يطلق على الشارع اسم "تحت الربع" إلا فى العصر المملوكى، حيث كان يطلق عليه قبل ذلك حارة السودان حيث كان مخصصًا لإقامة الجنود السودانيين والبربر.

فى عهد الظاهر بيبرس شهد الشارع تطويرًا كبيرًا حتى أن البعض يرجع نشأة الشارع لعهده من فرط اهتمامه به وتجديده بشكل كلى.

كان شارع تحت الربع فى بداية نشأته مخصصا لصناعة وتجارة النحاس، حيث كان سوقا للنحاسين، وكذلك سوقا لصناعة الصفيح، كما اشتهر بأنه سوق لتجارة المكسرات ومخلفات الذبائح، وصناعة القرن الخشبية التى تستخدم فى تقطيع اللحوم وكذلك صناعة الأخشاب.. وكلها صناعات لازالت موجودة بالشارع حتى الآن.

لكن شهرة الشارع الحقيقية كانت من خلال ارتباطه بصناعة الفوانيس، التى لم يعرفها الشارع إلا مع بداية القرن التاسع عشر .

يعد شارع تحت الربع الذى يمتد من مديرية أمن القاهرة وحتى باب زويلة، واحدا من أهم الشوارع الأثرية القديمة، حيث يضم العديد من الآثار الإسلامية التى تهدم بعضها، وبعضها لا يزال قائما وأشهر هذه الآثار فيه باب زويلة ومسجد السيدة فاطمة وجامع المؤيد شيخ.

 

 


اضف تعليق
لا توجد تعليقات على الخبر