رمضان هو الشهر الوحيد الذى يستعد له المصريون بطقوس خاصة جدا، من أهمها "الزينة" التى تعرف طريقها للمساجد والمقاهى ووجهات العمارات وشرفات المنازل وساحات الشوارع والميادين.
فقبل قدوم الشهر الكريم بأيام قليلة يتألق كل شبر فى مصر بزينة رمضان على اختلافها.. فما بين الزينة الورقية التى يصنعها الأطفال بأيديهم وأدواتهم البسيطة، وبين الأضواء المبهجة التى تتنوع أشكالها وأفكارها كل عام، وبين المصابيح والقناديل والأقمشة الملونة يختار المصريون كل حسب إمكانياته، فلا فقير يتردد ولا غنى يبخل.. وكله لأجل عيون رمضان.
لكن ماذا تعرف عن زينة رمضان؟ وأصلها؟ ومتى عرفها المسلمون وبدأ ارتباطها بشهر رمضان الكريم؟
أسئلة نجيب عنها فى التقرير التالى:
ظهرت زينة رمضان مع فكرة الاحتفال والابتهاج بقدوم الشهر الكريم، والتى بدأت فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب، الذى حرص كما تؤكد المراجع التاريخية على تزيين المساجد وإنارتها مع بداية شهر رمضان وحتى نهايته، لكى يتمكن المسلمون من إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائر الدين. فلقد روى أن على بن أبى طالب - رضى الله عنه – أنه مر على المساجد فى رمضان فوجدها محاطة ومزدانة من الداخل والخارج بالقناديل فقال: "نور الله على عمر بن الخطاب فى قبره كما نور علينا مساجدنا".
وأصبح الأمر مع الوقت عادة، حرص عليها حكام المسلمين الذين جاءوا من بعده. ففى العصر الفاطمى كان يعهد الحكام للقضاة بالطواف على المساجد فى مختلف أرجاء مصر للتأكد من تعليق القناديل وإصلاح الفرش. ووصفت بعض المصادر أن زينة المساجد من الثريا والقناديل كانت تصنع من الفضة الخالصة، وكان يضاء فى رمضان والأعياد أكثر من 700 قنديل، وما أن ينتهى شهر رمضان حتى تعاد تلك الثريا والقناديل إلى مكان أعد لحفظها داخل المسجد.
كما أن الدولة فى ذلك الوقت كانت تخصص مبلغًا من المال لشراء البخور الهندى والكافور والمسك الذى يصرف لتلك المساجد فى شهر الصوم.
واستمرت العادة من عصر لعصر ومن حاكم لآخر، حتى أصبح الأمر شعبيا خالصا، يحرص عليه المسلمون جميعا وليس حكامهم فقط.