مر 46 عاما على رحيل كوكب الشرق ولؤلؤة الغناء أم كلثوم، صوت السماء الذى صدح في مصر، ووصل إلى أقصى العالم، حيث امتلكت صوتا مختلفا لم ولن يتكرر، امتلكت به قلوب آلاف المحبين، الذين أتوا من كل البلاد لحضور حفلاتها الغنائية وسماع نبرات صوتها الحنونة في انسجام وهيام، فكانت حفلاتها ملتقى عشاق صوتها العذب، رتلت بأغانيها القلوب، وأسرت الأذن في رحلة مع موسيقاها المبهجة، فكانت ولا تزال وستظل، أيقونة الغناء الأولى في مصر والعالم العربى، ملكة الغناء ورمز الخلود الفني.
ومثلما كان صوت أم كلثوم مختلفا كان جمهورها كذلك، فلم يكن كأى جمهور ذهب لحضور حفل عادى، كانت لهم هيئتهم المميزة فكانوا يلتزمون بالملابس الرسمية كالبذلات والفساتين الأنيقة وتسريحات الشعر المهندمة، كأنهم يستعدون لحضور مراسم ملكية، وكان ذلك احتراما وتقديرا لسيدة كانت تختار أجمل فساتينها لتطل بها على جمهورها، وتختار أعذب الكلمات والألحان لتطربهم بها.
وفي ذكرى رحيل كوكب الشرق، التي ودعت عالمنا في مثل هذا اليوم 3 فبراير من عام 1975 ،نستعرض بعض صور جمهورها التي ترصد أناقتهم وأبرز أنفعالاتهم:
ومن أبرز جمهور الست"الحاج سعيد الطحان" صاحب الجملة الشهيرة التى غالبا ما نسمعها خلال أغنيات سيدة الغناء العربى، "عظمة على عظمة يا ست "، و"ماشى في طريق كله مطبات.. ومعايا صورتك في الشنطة"، "تانى و النبى يا ست أنا جايلك من طنطا"، والذى لم يترك حفلا لأم كلثوم إلا كان أول الحاضرين حتى أطلق عليه مجنون ثوما أو مهووس كوكب الشرق، حتى أدى به هذا الهوس إلى الأفلاس، وعندما لاحظت أم كلثوم غيابه عن حفلاتها،وعلمت بإفلاسه بسبب حضور حفلاتها داخل و خارج مصر قامت بموقف إنسانى رائع يحسب لها، حيث أهدته شرف الحضور إلى حفلاتها مجانا.
كما نرى الشاعر أحمد رامى الذى كان مولعا بها أغمض عيناه وسرح بعيدا عن الدنيا وما وفيها متأثرا بسحر صوت الست الذى يدغدغ الوجدان.