تمر اليوم الذكرى 24 لوفاة الفنان الكوميدى الكبير محمد عوض الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 27 فبراير من عام 1997 بعد رحلة عطاء فنى كبيرة كان فيها أحد كبار نجوم المسرح والسينما والدراما.
محمد عوض الذى كان امتدادا للمدرسة الكوميدية التى بدأها منذ صغره والتحق فى بدايتها بفرقة الريحانى وبعد تألقه فى العديد من المسرحيات كون فرقة مسرحية خاصة به وحقق العديد من النجاحات فى السينما، كما قدم عدد من المسلسلات أشهرها مسلسل برج الحظ التى اشتهر فيها بشخصية "شرارة" الشاب المنحوس.
أطلق على الفنان محمد عوض لقب الكوميديان الفيلسوف وكان يحلم فى طفولته وصباه بأن يلتحق بالكلية البحرية وعن هذه البدايات تحدث ابنه المخرج عادل عوض فى حوار خاص لليوم السابع.
وقال عادل عوض عن بداية والده : "ينتمى والدى إلى أسرة بسيطة من محافظة الشرقية، هى مسقط رأس والديه، ولكنه من مواليد حى العباسية بالقاهرة فى 12 يونيو 1932، وكان والده موظفًا، وأبى الأخ الأكبر والوحيد بين 3 بنات، وكانت أهم هواياته الكشافة وكرة القدم، وانضم لفرق الكشافة الملكية، وكان يذهب فى رحلات كشفية ويحب الرحلات والسفر والطبيعة والبحر، وهو ما كان له أثر كبير على شخصيته المتفتحة، وكان حلم حياته أن يلتحق بالكلية البحرية، ولكن توفيت والدته وعمره 18 سنة، وكان فى الصف الثانى الثانوى، وحينها أكد له والده أنه يجب أن يتخلى عن حلمه، لأنه سيكون العائل الوحيد لشقيقاته البنات بعد وفاته، والضابط البحرى حياته غير مستقرة، ولا تتناسب مع ظروفه ومسؤولياته تجاه أخواته، وبعد عام من وفاة والدته توفى والده ليترك له مسؤولية أخواته البنات، وهو فى الصف الثالث الثانوى"
وعن حبه للفن وشهرته بلقب الكوميديان الفيلسوف قال ابن الفنان محمد عوض:" كان أبى يحب التمثيل منذ طفولته، ويشارك فى فريق التمثيل بالمدرسة، وعندما انتهى من دراسته الثانوية التحق بكلية الآداب، قسم الفلسفة، حيث كان متفوقًا فى الفلسفة بالمرحلة الثانوية، وحصل على المركز الثانى فى مسابقة الفلسفة على مستوى القطر، ومن هنا جاءت تسميته «الكوميديان الفيلسوف»، وكان يكتب على حوائط المنزل عبارات فلسفية ومقولات لأفلاطون وأرسطو، وكان مدرسه بالكلية أنيس منصور الذى تبنى الفرقة المسرحية التى كونها والدى مع الفنان سعيد عبدالغنى، وكانت تنافس فرقة الحقوق التى كونها كرم مطاوع وجلال الشرقاوى، وفرقة آداب إنجليزى التى كانت تعرف فيها على والدتى وبدأت قصة حبهما"
حقق محمد عوض وفرقته تفوقًا كبيرًا فى المسرح الجامعى، وكان يستعين ببطلات فرقة الريحانى للمشاركة فى المسرحيات التى تقدمها الفرقة، ومنهن مارى منيب، وزوزو وميمى شكيب، وعقيلة راتب، ونجوى سالم، ويشرف على إخراجها سراج منير، فيحضر هذه المسرحيات جمهور كبير من الطلبة يصل إلى 12 ألف متفرج، وحصل على العديد من الجوائز.
والتحق عوض بعد تخرجه بفرقة الريحانى وتبناه الكاتب الكبير بديع خيرى، وبعد وفاة ابنه عادل قام محمد عوض ببطولة مسرحيات الريحانى وحقق نجاحات كبيرة، وبعدها انتقل إلى فرقة «ساعة لقلبك»، ومنها إلى مسرح التليفزيون، حيث تم تعيينه بمبلغ 40 جنيهًا شهريًا.
وحقق محمد عوض الشهرة والنجومية الواسعة، عندما عرض عليه الفنان عبدالمنعم مدبولى بطولة مسرحية «جولفدان هانم» وحققت نجاحاً كبيراً، وقام بعدها ببطولة مسرحيتى أصل وصورة ، ومطرب العواطف.
وتابع عادل عوض :"كانت النقلة الكبرى فى حياة أبى بمسرحية «نمرة 2 يكسب»، التى لعب فيها 4 أدوار، وحققت نجاحًا غير مسبوقاً، وأصبحت أيقونة المسرح فى الستينيات بما حققته من دخل وإيرادات، وبعدها تألق فى عدد من المسرحيات، منها مسرحية «العبيط»، وحقق نجاحات غير مسبوقة فى أعداد المتفرجين، وقدم مسرحيات عالمية"